ثوب جديد للإعلام الرياضي

 

أحمد السلماني

طالعتنا وسائل التواصل الاجتماعي بأخبار من هنا وهناك تتعلق بخروج شريحة كبيرة جدًا من موظفي القطاع العام والشركات الحكومية للتقاعد وبعد عقود من العمل المتواصل والجهد المتفاني الذي لولاه لما زاحمنا الأمم وأكدنا على حضور عُماني فاعل ومتفاعل في كافة المحافل الدولية ومساقات الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا وفق رؤية المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، والتي كانت تهدف إلى إخراج السلطنة من عزلتها فكان هذا النجاح الباهر والذي ما كان ليتأتى لولا التناغم الكبير بين تطلعات القائد والمواطنين ومنهم شريحة الموظفين ومن صدر في حقهم اليوم قرار التقاعد.

ومما يؤسف له حقيقة تنكر البعض وهم قلة وتقزيم جهد وعرق هؤلاء الموظفين على مدى السنين، فيما تأسف آخرون على مُغادرة العديد منهم خاصة أولئك الذين كانت لهم بصمة لا تنسى في خدمة الوطن ونهضته التي تجددت وبالتالي بات من الضروري أن تلبس ثوبا جديدا، والطيف الإعلامي في عمومه والرياضي في خصوصه لم يكن بمنأى عن قرارات التقاعد الأخيرة، لنتفاجأ بشخصيات نعدها رموزا إعلامية ومدارس ساهمت في تشكيل بنيان الإعلام العماني والرياضي خاصة على مدى 5 عقود كاملة.

وتنظر بعض المؤسسات الرياضية وإداراتها إلى أن هذا مؤشر قد يفضي إلى تدني مستوى النقد الرياضي مع خروج هذه الزمرة وربما سيرتاحون من صداعهم، ولكن ومن وجهة نظري الشخصية أنَّ العكس تماما هو ما سيحدث بعد تحرر الكثير من الأقلام الرياضية من قيود فرضتها الوظيفة كما وأن مستقبل الإعلام الرياضي سيكون واعدا بلا شك مع تعاون الرموز الإعلامية الرياضية والكوادر الإعلامية بشتى أقسامها وفروعها مع المؤسسات الإعلامية الخاصة والتي من المؤمل أن تنسج طيفا إعلاميا بثوب جديد يرتقي وتطلعات "النهضة المتجددة" يتخلى عن نظرية الإعلام التنموي ويتبنى مشروع "الإعلام المُبادر والشريك" يتناغم ويبرز جهود التحديث والتطور بالسلطنة ويتبنى نهج نقدي بناء خالٍ من الشخصنة.

رسالة تلميذ لمعلمه وهو ليس في حاجة لها ولكن" ذكِّر فإنِّ الذكرى تنفع المؤمنين"، ما حدث هو سنة الحياة، والإنسان يمر بمحطات، ومسؤوليتك كبيرة، لأنَّ المحطة القادمة تتطلب منك أن تنقل عصارة خبرات السنين للجيل القادم من المتحمسين والمنخرطين في مهنة المتاعب وتبصيرهم بما لهم وما عليهم خاصة فيما يتعلق بمبدأ "الشرف الإعلامي" و"المهنية" في التعاطي مع الوقائع والأحداث الرياضية.

كل الأمنيات أن يستعيد الإعلام الرياضي العماني بريقه بعد انقضاء هذه الجائحة وأن نشهد تجديدا يساهم في تطوير القدرة التنافسية للرياضة العمانية وهناك عمل كبير ينتظر رموزه بالمساهمة في صياغة وحياكة "الثوب الجديد للإعلام الرياضي العماني".