زراعة البطيخ في السلطنة.. آفاق تجارية واعدة للمزارعين وإنتاجية تعزز الأمن الغذائي

 

بهلاء- العمانية

استطاع المزارع حمد بن علي الهنائي من بلدة "وادي قريات" بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية تحقيق إنتاجية كبيرة وعالية الجودة من محصول البطيخ المعروف محليًا بـ"الجح" من خلال زراعة 10 أفدنة من هذا الصنف ليحقق إنتاجية تبلغ أكثر من 200 طن من محصول الجح العماني خلال هذا الموسم.

وقال المزارع حمد الهنائي- في لقاء مع وكالة الأنباء العمانية- إن بدايته في المشروع كانت قبل ثلاث سنوات وجاءت الفكرة لديه بتنويع مصادر الدخل؛ حيث يقوم باستثمار العديد من المزارع ببلدة "وادي قريات" بولاية بهلاء، ومن خلال تواصله مع دائرة التنمية الزراعية "بوادي قريات" وتوصيات المختصين بتنويع زراعة المحاصيل وتعددها وبهدف زيادة الأمن الغذائي الذي أصبح الشغل الشاغل لجميع الدول لتحقيق الاكتفاء الذاتي نبعت فكرة زراعة الجح العماني. وأشار إلى أنَّه بدأ في عام 2016 بزراعة 3 أفدنة في السنة الأولى كخطوة يستطيع من خلالها التدرب على كيفية معرفة المحصول وتطبيع سلوك نموه ومعرفة جميع العمليات الزراعية بدءاً من وضع البذرة إلى جني المحصول، وفي السنة الثانية تمت زراعة 5 أفدنة وتم تطبيق برنامج الدورة الزراعية وفي الموسم الثالث تمت زراعة 10 أفدنة وتمَّ تطبيق برنامج الإدارة المتكاملة في مكافحة الآفات الزراعية باتباع عدة وسائل للتقليل من استخدام المبيدات الحشرية ليرتفع الإنتاج في هذا العام إلى ما يزيد على 200 طن من الجح العماني.

ويطمح الهنائي في الموسم المقبل لزراعة 20 فدانًا من الجح العماني والعمل على زيادة العائد من الإنتاج بجودة عالية ومنافسة لما يعرض في السوق المحلية. وأوضح أن عملية التسويق للمنتج تمت من خلال البيع للتجار بالجملة وللأفراد داخل المزرعة من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي ساهمت في تسويق المنتج وبيعه كاملا "ولله الحمد" بالرغم من وجود بعض التخوف في بداية الأمر بسبب جائحة كورونا وعدم التمكن من تسويق المنتج وبيعه في الأسواق المحلية.

وحثَّ الهنائي المزارعين على العناية والاهتمام بمزارعهم وزراعة مختلف المحاصيل الزراعية التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي للبلاد وعدم تركها للعمالة الوافدة فالأرض تعطي من يعطيها.

من جانبه، قال حمد بن محمد الهنائي مدير دائرة التنمية الزراعية بوادي قريات إن الدائرة تعمل جاهدة على تذليل كافة الصعاب التي تواجه المزارعين، كما تعمل على تسخير كل الإمكانات المتاحة من قبل وزارة الزراعة والثروة السمكية والعمل على المتابعة الميدانية من قبل المختصين بالدائرة والوزارة والتواصل مع مراكز البحوث الزراعية وجامعة السلطان قابوس للوقوف على كافة المراحل التي تمر بها زراعة المحاصيل بهدف تحقيق إنتاج بأقل تكلفة وجودة عالية، لتحقيق الأمن الغذائي والعمل على تشجيع وتدريب العمالة الوطنية.

وقال حمد بن سالم الهنائي رئيس قسم التنمية الزراعية بوادي قريات إن القسم بالدائرة معني بمتابعة المزارعين في مختلف القرى والمناطق التابعة للدائرة وتشجيع المزارعين على التوسع والحفاظ على أصناف الحاصلات

العمانية وخاصة البطيخ العماني؛ حيث تتم في العديد من المزارع بقرى الولاية زراعة "القرعيات" مع إدخال أصناف مهجنة عالية الإنتاجية، وتتم متابعتها ميدانياً منذ أن يبدأ المزارع بتهيئة الأرض وحتى جني المحصول، ويتم تدريب المزارعين على عملية تقليم البطيخ وتحديد الفروع المنتجة، كما تتم متابعة الآفات والأمراض التي يتعرض لها المحصول وتدهور التربة ويتم استخدام أسمدة مخصبة ومعالجة حراريا، والحفاظ على النبات من العناكب ومن انتشار الأمراض الفيروسية والفطرية مثل (البياض الزغبي) و(ذبابة الثمار)، ويتم ذلك من خلال الزيارات الميدانية وعمل اللقاءات بالدائرة.

ويولي الكثير من المزارعين في مختلف محافظات السلطنة اهتماما بزراعة البطيخ؛ حيث يمثل هذا المحصول مشروعا مربحا ويحقق دخلا جيدا لهم، ويعتمد الإنتاج الجيد على خبرة المزارع وهمته في الزراعة، ويتراوح سعر الطن للبطيخ خلال فترة الصيف ما بين (140-150) ريالًا. وبحسب إحصائيات وزارة الزراعة والثروة السمكية لعام 2019م بلغت مساحة الأراضي المزروعة بمحصول البطيخ (4162) فدانا وبلغ إجمالي الإنتاج (56616) طنا مقارنة بعام 2018م الذي بلغ (56047) طنا بمساحة تقدر بـ(4120) فدانا.

يشار إلى أن فصل الصيف يعد من أفضل الأوقات لزراعة البطيخ لأنَّ المدة المستغرقة لزراعته حتى حصاده تبلغ 75 يومًا، بينما تكون هذه المدة في فصل الشتاء 90 يوماً هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى في فصل الصيف يكثر الطلب على المحصول لارتفاع درجة الحرارة وإقبال المستهلكين على شرائه.

 

تعليق عبر الفيس بوك