"كورونا" يؤسس لاقتصاد جديد قائم على الخوف.. والدمار غير مسبوق

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

رصدَ تقريرٌ لوكالة بلومبرج الإخبارية تأثيرات فيروس كورونا على مُؤشرات اقتصادية أساسية؛ مثل: الناتج المحلي الإجمالي والبطالة، وانهيار الطلب على الوقود، وبدء تقديم الخدمات الصحية عن بُعد، وزيادة مشتريات المشروبات الكحولية.

وقال التقريرُ إنَّ الفيرس التاجي تسبب في خلق اقتصاد جديد مبني على الخوف؛ إذ أدت الجائحة -التي تفشت أوائل 2020- إلى قلب حياة الناس رأسا على عقب، كما لم يشهد العالم دمارا اقتصاديا مثل هذا منذ الكساد العظيم. ومن المتوقع أن يفوق الركود أكثر التوقعات تشاؤما، فمع عمليات الإغلاق الصارمة في العديد من الاقتصادات الكبرى والاعتراف المتزايد بأن ثمة طريقا طويلا للعودة إلى الوضع الطبيعي، قامت "بلومبرج إيكونوميكس" بتعديل تقديراتها للانكماش العالمي في العام 2020 إلى سالب 4%، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت عند سالب 0.2% في مارس، ونمو بنسبة 3.3% في بداية العام الجاري.

ومع انكماش الاقتصاد العالمي، تعمل الشركات على تقليل التكاليف من خلال تخفيضات الوظائف المؤقتة والدائمة. ففي الولايات المتحدة -أكبر اقتصاد في العالم- قفزت النسبة المئوية للعاطلين عن العمل من أدنى مستوى لها منذ 50 عامًا خلال فبراير؛ حيث وصلت إلى أعلى مستوى منذ الكساد الكبير في أبريل. وتساعد "Furloughs" أي ما يسمى بإجازات الغياب في أوروبا على الحد من فقدان الوظائف، لكن التوقعات لا تزال قاتمة بالنسبة لعمال العالم.

ويتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاعًا في معدلات البطالة السنوية للاقتصادات المتقدمة، بما في ذلك الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تحقق ألمانيا واليابان نتائج أفضل.

ومن بين العاملين في الاقتصاد غير الرسمي، تشغل النساء حصة كبيرة بشكل غير متناسب من الوظائف في المجالات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالوباء، وفقًا لمنظمة العمل الدولية. في جميع أنحاء العالم، تعمل 53% من النساء في الاقتصاد غير الرسمي في قطاعات تعتبر عرضة لخطر الإصابة بالوباء من المتوسط ​​إلى العالي، مقارنة مع 44% من نظرائهن من الذكور.

وعندما يبدأ التعافي العالمي، ستقوم بعض الشركات بتحويل العمليات إلى النظام الآلي، تاركة العمال في العراء. وتواجه دول مثل جنوب إفريقيا والأرجنتين وإيطاليا ضربة قوية للنمو ولديها ضعف كبير في استخدام الآلات. وعندما يأتي الانتعاش، قد يجد بعض العمال وظائفهم تدار بواسطة الروبوتات.

وأدت عمليات الإغلاق إلى زيادة الطلب على الوقود، وأغرقت حرب أسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا السوق، مما دفع عقود النفط الآجلة إلى التحول إلى السلبية في أبريل. كان لهذه الخطوة التاريخية عواقب وخيمة على الشركات والموازنات الحكومية. ويعتمد الكثير الآن على ما إذا كانت التغييرات المتطرفة في العمل والسفر والتجارة هي نوبات قصيرة أو مؤقتة أو تعديلات دائمة.

وأدت الجهود الحكومية لإبقاء الناس في منازلهم وتباطؤ انتشار المرض إلى تجريد الطلب العالمي على النفط؛ مما دفع الخام إلى دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق. وتوقف الأمريكيون عن القيادة إلى المكتب وملء خزان وقود سياراتهم بانتظام. وفي الصين، يقود الاشخاص أكثر بدلاً من استخدام وسائل النقل العام. ومع انخفاض استخدام النفط، من المتوقع أن تنخفض الانبعاثات العالمية.

وغير الوباء الطريقة التي ننفق بها المال. ففي بداية أبريل، عانت ثقة المستهلك الأمريكي من انخفاض أسبوعي قياسي، فالمتاجر ومراكز التسوق خاوية من الزبائن أو مغلقة، وتجار التجزئة على الإنترنت يعانون من نقص. وبدلاً من المخاطرة بزيارة إلى عيادة الطبيب، بدأ المرضى في طلب المشورة الافتراضية، والكثير منهم يقوم بالتطبيب الذاتي، بينما قفزت مبيعات متاجر المشروبات الكحولية في المملكة المتحدة بأكثر من 30% خلال مارس. ودفعت عمليات الإغلاق وقواعد التباعد الاجتماعي المستهلكين إلى البقاء في منازلهم.

ووفقًا للبيانات التي جمعتها شركة أبحاث السوق Euromonitor International، يعاني التسوق عبر الإنترنت من نقص في المعروض منذ تفشي جائحة الفيروس التاجي، وتضاءلت مخزونات المطهرات المباعة على منصات التجارة الإلكترونية مع انتشار الفيروس.

تعليق عبر الفيس بوك