مُستقبلنا في الابتكار والبحث والتطوير

سُعاد بنت سرور البلوشية

Balushisuad84@gmail.com

كانتْ الثروة البشرية الوطنية -ولا تزال- محور اهتمام أساسيًّا لرُقي وتقدُّم المجتمع، وهذا ما ترجمته الخطابات السامية، والرؤى والإستراتيجيات الوطنية والخطط الخمسية، التي تمَّ إقرارها طوال مسيرة بلادنا التي ناهزتْ الخمسين عاماً من عُمر النهضة المباركة.

ولمَّا كان لانتشار فيروس "كورونا" (كوفيد 19) العديد من الآثار السلبية على مختلف دول العالم، فإننا في سلطنة عُمان استطعنا -ومن خلال الأخذ بأيدي الشباب المبتكرين والمبدعين الموهوبين- تسجيل عِدَّة مبادرات فكرية ابتكارية لمواجهة هذا الفيروس، لنسجِّل بذلك مواقف رائدة، سيظل يذكرها ويسردها التاريخ للأجيال القادمة؛ لما فيها من تحقيق للآمال والتطلعات الطموحة، التي تبشر بمستقبل جديد قائم على الابتكار والبحث والتطوير.

... إنَّ السلطنة بمختلف قطاعاتها تُدرك أهمية هذه الثروة البشرية، والدور المعوَّل عليها في مواجهة التحديات والمتغيرات التي قد تحدث، والجهود الوطنية مستمرة لإتاحة أفضل الفرص الممكنة لاستغلال الطاقات المتاحة، وتوفير كافة المقومات التي من شأنها الوقوف بجانب هذه القدرات الوطنية لأداء رسالتها وتحقيق أهدافها على أكمل وجه؛ باعتبارها بوابة العبور نحو التقدم والمستقبل.

وبالتأمل في مشهد البحث العلمي والتطوير والابتكار في السلطنة، نجد تقدماً ملحوظاً في مؤشرات الأولويات التي تركز على الثروة البشرية؛ باعتبارها عماد التنمية البشرية المستدامة، التي يقوم عليها مستقبل السلطنة في التحول نحو الاقتصاد المبني على المعرفة، وفي توظيف التقنيات الحديثة وتطبيقاتها المتعددة وثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ لمواكبة ما يحمله العالم من تطور في مختلف مجالات الحياة: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، والصحية... وغيره من أوجه التنمية الإنسانية.

كما تولي مُختلف الجهات المهتمة والمختصة بالبحث العلمي والابتكار الاهتمامَ الأكبرَ من خلال برامجها الداعمة للبحث العلمي والمشجِّعة على الابتكار والإنتاج، من تقديم تسهيلات وتوفير مقومات محفزة على الاستفادة من الأفكار والعلم والمعرفة بصورة فعَّالة في صياغة توجهات الحاضر والمستقبل، وإيجاد حلول لتجاوز التحديات التي تواجه الفرد والمجتمع بطريقة رشيدة وذكية.

ولقد أثبتَ الشبابُ العُمانيُّ من خلال هذا الجائحة التي نرجو أن تزُول قريباً عن سائر دول العالم، قدرته على الإبداع والابتكار والتعامل الجاد مع التقنية، كوسيلة مُهمَّة لنقل المعارف والتكنولوجيا محليًّا وتبادلها خارجيًّا، ناهيك عن حسِّ المسؤولية والهُوية الوطنية التي تجعل من العُماني شريكاً في صياغة برامج المستقبل، وساعدها القوي في البناء والرخاء والازدهار.

تعليق عبر الفيس بوك