الفرق الأهلية.. الأخضر نموذجًا

أحمد السلماني

تزدادُ قناعتي يومًا بعد يوم بأهمية الفرق الأهلية، ودورها البارز، وتفاعلها المباشر مع المجتمعات التي تنطلق منها؛ إذ إن غالبيتها العظمى تنتمي للقرى ومنها يحاول الإنسان العماني ترجمة حُبِّه وشعوره بالانتماء؛ فكان هذا التفاعل والتناغم مع "نهضة عُمان الحديثة"، الحقيقة أنَّ الحكومة تنبهت لهذا الطيف الأهلي باكرا، فبادرت بتأطيره داخل منظومتها الرياضية وصهره بالأندية التي هي حجر الزاوية بها؛ لضمان أن تتجنَّب حالة من الانفصام والازدواجية في الأدوار، لكننا في الحقيقة لا نعرف هل الحصان هو من يجر العربة أم العكس؟!!! من منظوري الشخصي أعتقد أنَّ الفرق الأهلية تجاوزت الأندية بمراحل في أداء الرسالة التي قامت من أجلها، وفريق الأخضر التابع لنادي المضيبي أنموذج ومثال ليس إلا.

نعم.. هُنَا أطرح تجربة هذا الفريق الفريدة كمثال لا أكثر، يقينا مني بأنَّ هناك صورًا عديدة وفرقًا أهلية أخرى تتمتع بذات الحضور مجتمعيا، ولست هُنا بوارد الحديث عن هذا الفريق ودوره البارز مجتمعيا، وحضوره الرياضي والاجتماعي والطاغي ثقافيا من حيث تفعيله للأنشطة الرياضية، خاصة كرة القدم والرماية بالأسلحة التقليدية... وغيرها، واجتماعيا بعمل أنشطة وبرامج تخدم القرية ومرافقها الخدمية ومكتسباتها ومقدراتها، وثقافيا بالاهتمام بتنمية مواهب ومهارة أعضائه، خاصة الناشئة أدبيا وثقافيا وروحيا، وتمكين الشقائق في الحضور مجتمعيا؛ إذ إنَّ كل هذا إنما هو فاعل في فرق أهلية عديدة تنتشر بربوع السلطنة؛ إذ ما تحدثنا عن طيف به ما يقارب الـ1300 فريق أهلي، يزيد أو ينقص قليلا.

هنا.. أنا لم آتِ بشيء جديد، لكن الرسالة التي بثها هذا الفريق القابع في الريف الداخلي بنيابة سمد الشأن لجميع أندية السلطنة والفرق الأهلية وللطيف الشبابي بالسلطنة أنه "أتى بما لم تأت به الأوائل"؛ إذ إنَّه وبحفنة من الشباب الوقاد والتواق للإجادة والتميز، وبفكرة بسيطة ومبتكرة، تجاوز الحدود الجغرافية للولاية والمحافظة والسلطنة؛ ليعبر إقليميا ويعلن عن حضور شبابي عماني يتأثر بما حوله ويؤثر؛ فكان هذا الترويج للقرية والولاية والسلطنة، وعلى مدى أكثر من شهر، باستقطابه شخصيات ذات حضور طاغٍ في منطقتنا الخليجية والعربية من أدباء ومفكرين وكتاب وإعلاميين ومسؤولين ونجوم رياضيين لزيادة الوعي المجتمعي في هذه المنطقة الجغرافية بكيفية التعامل مع جائحة "كورونا" (كوفيد 19).

نقطة ورسالة أخرى بالغة الأهمية بثَّها هذا الفريق؛ حيث وللقارئ استعراض تلكم الشخصيات المرموقة التي استقطبها هذا الفريق للتفاعل مع هذا الحدث العالمي؛ ليتأكد أنَّه قد تم انتقاؤها بعناية كبيرة وبجهد تنسيقي خارق، هنا نُدرك الذائقة العالية والرقي الكبير للمجموعة التي قامت بهذه التجربة الفريدة باختيارها لشخصيات استثنائية وراقية أدبيا وثقافيا وفكريا ورياضيا، ولم تنجرف وراء من يتسمُّون بـ"مشاهير السوشيال ميديا" التافهين، ألف تحية لفريق الأخضر، أهالي وإدارة وأعضاء ولجانًا، وأنقل ذات التحية لكل الفرق الأهلية والأندية التي تفاعلت مجتمعيا مع هذه الحدث الجلل الذي يمر به العالم للتخفيف من آثاره.