برنامج بحوث المرصد الاجتماعي يرصد آثار "كورونا" على الأسرة العمانية

< خبراء يؤكدون أهمية استثمار البقاء في المنزل لدعم العلاقات الأسرية

< استغلال الوقت في تنمية المواهب وتطوير الذات والاستفادة من التكنولوجيا

 

مسقط - الرؤية

نفَّذ البرنامج الإستراتيجي لبحوث المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي في رصد التغيرات الاجتماعية وتسليط الضوء لدراستها وتحليلها، حلقة نقاشية بعنوان "الأسرة العمانية في ظل أزمة كوفيد 19"؛ وذلك بمشاركة مجموعة من الأكاديميين والمختصين والمهنيين من مؤسسات مختلفة، بإدارة الحلقة من قبل الدكتور سعيد الظفري مدير برنامج المرصد الاجتماعي، وبإدارة الفاضلة صفية الهاشمية إخصائية بحوث بالمرصد الاجتماعي.

وعن أبرز التحديات النفسية والاجتماعية والأسرية والتربوية والاقتصادية والصحية التي تواجهها الأسرة العمانية خلال أزمة "كوفيد 19"، قدَّمت صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد آل سعيد أستاذ مساعد بقسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس، مداخلتها، والتي أوجزتها في أن أكبر تحدٍّ نواجهه الآن أننا كنا نقضي غالب وقتنا خارج المنزل، والآن يُطلب منا البقاء كل الوقت بالمنزل، وقد تعودنا التأقلم في خارج المنزل أكثر من التأقلم على الجلوس فترة طويلة بالمنزل، والتعامل القريب المباشر والمستمر مع جميع أفراد الأسرة بسمات شخصياتنا المتعددة، ومن التحديات كيفية استثمار هذا الوقت الكبير المشترك بيننا، وكيف تلعب دورك الأسري والمهني في آن واحد وفي مكان واحد، وكيف يمكن أن تساعد أطفالك على التأقلم ومواجهة قلق الدراسة خاصة طلبة الثاني عشر.

وشاركت عاتكة الحسينية -وهي طالبة دكتوراة في المملكة المتحدة- بتجربتها في الحجر الصحي المؤسسي بعد عودتها إلى السلطنة، والتي تفيد بأنَّ هذه التجربة لم يسبق لها مثيل، فبرغم التجهيزات والتسهيلات الموفرة في الحجر المؤسسي، إلا أن ثمة تحديات واجهتها خاصة وأنها أم لخمسة أطفال، تحدثت عن كيف لها أن تدير وقت الأطفال وترعاهم في الحجر المؤسسي، فضلا عن متطلبات الدراسة عن بُعد في ظل هالة القلق والخوف المنتشر.

وفي ضوء الحديث حول التحديات النفسية، فقد أشارتْ الدكتورة منى الشكيلية -استشارية ورئيس قسم طب نفسي أطفال ومراهقين بمستشفى المسرة- إلى أنَّ الفرد يشعر بالقلق والتوتر والخوف من الإصابة به أو فقد أحد من أهله بسبب هذا الوباء، والشعور بالضغوطات النفسية نتيجة المكوث الإجباري في البيت، كما أشارت إلى مشاعر الوصمة التي يخاف الناس منها، وتظل تلاحق من أجبروا على الحجر المنزلي أو المؤسسي فضلا عن المصابين بالمرض.

وتطرَّقتْ الحلقة إلى مناقشة إستراتيجيات التكيف بمجالاتها المختلفة في مواجهة أزمة "كوفيد 19"، وفي هذا الصدد أشار د. حمود النوفلي أستاذ مشارك في علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس، إلى أنه لا بد من اتخاذ الأسرة بعض الإستراتيجيات للحد من آثار هذه الأزمة الوبائية ومواجهة التحديات التي تعترض سبيل العيش في هذه الأيام، وأشار إلى ضرورة وضع برنامج يومي متكامل (رياضي، فكاهي، عائلي، قرائي، عملي...إلخ)، والابتعاد قدر الإمكان عن سماع الشائعات المتداولة، وعن الإستراتيجيات الاجتماعية، كما أوصت وضحة العلوية مديرة دائرة الإرشاد والاستشارات الأسرية بوزارة التنمية الاجتماعية، بضرورة التواصل الحي (عن بُعد) مع الأهل والأصدقاء، مستخدمين بذلك التكنولوجيا الحديثة (التواصل صوت وصورة) لما في ذلك من تأثير إيجابي؛ فالإحساس بالترابط الاجتماعي عامل إيجابي مهم لتخطي آثار الأزمة الحالية.

وثمَّن المشاركون مبادرات مجلس البحث العلمي فيما يتعلق بتشجيع الابتكارات في مجال مساعدة الأطقم الصحية في التعامل مع الوباء، وأكدت المكرمة الدكتورة منى السعدون على البحث العلمي في مواجهة هذه الأزمة الوبائية؛ إذ يعد ذلك من أهم الإستراتيجيات الفاعلة التي تساعدنا على دراستها بشكل علمي، كما أشاد المشاركون جهود برنامج المرصد الاجتماعي بمجلس البحث العلمي برصد الظواهر الاجتماعية، وأكدوا على أهمية انعقاد مثل هذه الحلقات النقاشية التي تساعد الأسرة في ظل أزمة "كوفيد 19".

عدنان الفارسي.jpg
وضحة العلوية.jpg
صاحبة السمو السيدة الدكتورة تغريد أل سعيد.jpg
عاتكة الحسينية.jpg
د.ناصر عبدالرشيد.jpg
د.ناصر الجهوري.jpg
د.منى الشكيلي.jpg
د.مها العاني.jpg
د.محمد المعمري.jpg
د.عصام اللواتي.jpg
د.حمود النوفلي.jpg
د.عبدالله أمبوسعيدي.jpg
د.حفيظة البراشدية.jpg
د. سعيد الظفري.jpg
د. علي العدواني.jpg
المكرمة الدكتورة منى السعدون.jpg
 

تعليق عبر الفيس بوك