مايكل بلومبرج: ترامب أخفق في قيادة العالم لمواجهة "كورونا"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نشرت وكالة بلومبرج الإخبارية مقالا بقلم الملياردير الأمريكي مايكل بلومبرج وهو مرشح محتمل سابق في انتخابات الرئاسة الأمريكية، وشن بلومبرج انتقادات لاذعة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأزمة كورونا.

مايكل بلومبرج.jpg
 

وقال في مقالته: "وقعت أخطر حالة طوارئ تواجه الولايات المتحدة منذ عقود تحت حكم رئيس غير مؤهل، وفي الوقت الذي ينبغي للعالم فيه أن يتطلع فيه إلى الحكمة والقيادة داخل البيت الأبيض، يجد فقط المزيج المميز من عدم الكفاءة وعدم الأمانة لدى دونالد ترامب، فقد كانت تأملاته حول قتل الفيروس عن طريق تناول مطهر هدية رائعة للممثلين الكوميديين، لكن كما هو الحال دائمًا مع ترامب، فإنّ الضحك هو دورنا".

لحسن الحظ، ارتقى العديد من حكام الولايات (وإن لم يكن جميعهم) إلى مستوى التحدي، ويتخذون إجراءات، ويصغون إلى العِلم، ويقدمون للجمهور معلومات موثوقة، ويتعاونون مع بعضهم البعض. وفي واشنطن، قدم بنك الاحتياطي الفيدرالي تدخلات فورية وشاملة لدعم النظام المالي. وحتى الكونجرس، على الرغم من اختلاله الوظيفي، فقد تصرف بشكل أسرع مما قد يوحي به سجله من الشلل الحزبي.

وتتمثل إحدى مزايا نظام الحكم الفيدرالي في الولايات المتحدة أنّه يملك القوة والعمق الكافي لمواصلة العمل حتى لو لم تكن رأس السلطة على مستوى من الكفاءة. لكن على الصعيد الدولي، فإنّ الصورة مقلقة للغاية، فتنازل أمريكا عن القيادة خلال أزمة تتطلب تعاونًا دوليًا أمر صعب للغاية.

إنّ جائحة الفيروس التاجي حالة طوارئ عالمية، مما يجعل من الضروري والممكن أن تتحالف الحكومات في الحرب ضد المرض، لكن هذا لم يحدث. فالموارد- المواد والمعلومات والبحوث- كان ينبغي تنظيمها لتجنب الهدر والازدواجية ولم يحدث هذا أيضا. وكان ينبغي مناقشة ضوابط التصدير على المعدات الأساسية والموافقة عليها، عند الضرورة؛ بدلاً من ذلك، فرضتها الدول من جانب واحد. وكان ينبغي الاعتراف بمنظمة الصحة العالمية والوكالات الأخرى على أنّها أصول عالمية حيوية، لكن الرئيس ترامب، وفي محاولة لإبعاد اللوم عن البيت الأبيض، أعلن أنه سيوقف تمويل منظمة الصحة العالمية.

إنّ فشل الرئيس في لعب دور قيادي في تنسيق الاستجابة العالمية له تكلفة باهظة يمكن ملاحظتها في عدد الخسائر في الأرواح والوظائف المفقودة. وقبل تفشي الوباء، كانت سوق الأسهم المرتفعة تحجب المشاكل الاقتصادية العميقة، بما في ذلك ضعف استثمار رأس المال، ومعدلات النمو المنخفضة، وزيادة التفاوت، والتي كانت تزداد سوءًا بسبب حروب ترامب التجارية المضللة فضلا عن سياساته الضريبية.

الآن، إذا استمر هجوم ترامب على نظام التجارة العالمي، فإنّ الانتعاش الاقتصادي سيكون بطيئًا بلا شك.

كل هذه القضايا يجب أن تتصدر أولويات الرئيس. لكنه ليس كذلك، فهوسه بمعالجته الإعلامية تستهلك كامل طاقته، وبسبب تصرفات عديدة حول الأمور نحو الأسوأ. وهناك الكثير الذي يمكن للحكومات الأخرى القيام به لملء الفراغ الأمريكي، من خلال العمل والتنسيق مع الحلفاء في قطاع الأعمال الخيرية وقطاع المال والأعمال حول العالم.

فعلى سبيل المثال: يمكن أن يساعد الاتحاد الأوروبي، والاتفاق الشامل والتدريجي للشراكة عبر المحيط الهادئ، بجانب الجهود الإقليمية الأخرى، في التعاون والمساعدة المتبادلة على ملء الفراغ الأمريكي. ويمكن لفرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة وآخرين العمل معًا في حشد جهود مجموعة العشرين. ويمكن للصين أن تلعب دورًا في تخفيف عبء الديون وإمدادات المعدات للدول النامية. ويجب على كل هذه الحكومات أن تدرك أنه مع عدم فعالية البيت الأبيض ودوره الهامشي عالميا، فإنها بحاجة إلى التقدم وبسرعة.

كما يجب على المنظمات والمؤسسات غير الحكومية أن تفعل المزيد، فقد برهنت الأزمة على أن التحالف بين الجهود الخيرية والشركات وجهود الحكومات لمكافحة الفيروس، حقق منافع عدة. منها مثلا ما تنفقه مؤسسة "بيل وميليندا جيتس" من أموال على تطوير اللقاحات والعلاجات، وما تقدمه من مساعدات لإفريقيا وجنوب آسيا. كما أطلقت وكالة Bloomberg Philanthropies مبادرات لمساعدة المدن في السيطرة على الوباء ودعم البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، من خلال شراكتها مع منظمة الصحة العالمية.

تعليق عبر الفيس بوك