فيروس كورونا.. هل هو حرب عالمية ثالثة؟

 

حمد بن سعيد الرحبي

Oman99433@gmail.com

 

المتأمل في أحوال العالم هذه الأيام سيستنتج بلا شك أنّ العالم أمام تغيرات وتحوّلات كبيرة تقلب موازين الدول والقوى، وتؤثر بلا شك على الاقتصاد والسياسة وعلى الإنسان وهويّته وفكره قبل كل شيء، وفي علم العلاقات الدولية هناك قاعدة تقول: "أي حدث يغيّر أهداف النظام الدولى يؤدي إلى حالة طوارئ"؛ وهذا ما حدث بالفعل للعالم خلال هذه الأيام؛ إذ بفيروس لا يرى ينتقل من الشرق إلى الغرب أربك الاقتصاد والسياسة وأنظمة الصحة وأرعب الملايين وفرض حالة الطوارئ في مختلف أرجاء المعمورة.

ولفهم طبيعة هذا الفيروس لا بد عزيزي القارئ أولا من فهم السيناريو المحتمل لبداية ظهوره، وهناك ثلاثة احتمالات الأول: هو أنّ هذا الفيروس ظهر بدون تدخل الإنسان، وهو ما تميل إليه النظرية التي تقول إنه انتقل للإنسان من خلال الخفافيش بحكم وجود سوق للحيونات بالقرب من أول مكان ظهر فيه الفيروس في الصين، وتوجد بعض الدراسات التي تؤكد ذلك ولكن الوقت لايزال مبكرا للحكم على مصداقيتها والتأكد منها.

أمّا الخيار الثاني؛ فهو أنّ ظهور هذا الفيرس كان من فعل الإنسان وهناك عدة نظريات محتملة في هذا المجال بعضها يقول إنه تعديل وراثي لفيروسات أصلا كانت موجودة وغيرها من النظريات.

أمّا الخيار الثالث والأخير فهو أنّ الفيروس كان بداية ظهوره بدون تدخل الإنسان ولكن الإنسان عمل على نشره واستغلاله لأهداف ومآرب ومصالح معينة؛ بل وسخّر التقنيات المتطورة والثورة المعلوماتية والإعلامية لنشره حتى يصل من أقصى الأرض إلى أقصاها؛ وشخصيا أميل لهذا الاحتمال عندما أرى الحرب الإعلامية الشرسة جدا وحظر التجوّل وغيرها التي لا أشك أنها احترازية ولمصلحة الإنسان ولكن هناك حكمة عربية تقول: "بين السطور سطور".

 والذي يؤكد كلامي هذا لننظر برهة إلى تاريخ الأوبئة في العالم عندما ظهرت الأنفلونزا الإسبانية توافق ذلك مع ظهور ونشر المحولات الكهربائية في العالم، وكذلك عند ظهور فيروس إيبولا تزامن ذلك مع ظهور الجيل الثالث من الانترنت، وكذلك عند ظهور فيروس أنفلونزا H1N1 جاء ذلك مع إطلاق الجيل الرابع من الانترنت، والآن تزامن ظهور فيروس كورونا مع إطلاق الجيل الخامس من الانترنت. هل تزامن هذه الأحداث مع ظهور هذه الأوبئة صدفة؟ ربما نعم وربما لا، ولكن الذي لا يختلف عليه اثنان أنّ الإنسان يؤثر ويتأثر بما يجري في الكون منذ الأزل فهو يتأثر بتغير المناخ والحرارة وظهور البراكين والزلازل حتى بحركة الشمس والقمر من خلال تغير المناخ.

والشاهد في الأمر أنّ هناك عددًا من الخبراء والعلماء الراسخون في العلم والمشهود بعلمهم وكفاءتهم يميلون إلى هذا الرأي ولهذا التحليل، ولكن هناك أيضا عوامل وأسباب ظاهرة لنا عياناً سببت انتشار هذا الفيروس بهذا الشكل المرعب من بينها أنّ العالم لم يتوحد إلى الآن بالشكل المطلوب لمواجهة حقيقية لهذا الفيروس فكل دولة تعمل بمنعزل عن الأخرى ونسمع كل دولة تتسابق لابتكار عقار او علاج لهذا الوباء، ربما هناك أسباب اقتصادية وربحية وراء ذلك، ولكن الأكيد أنّ العالم مشتت الجهود في مواجهة هذه الجائحة.

ونتساءل لماذا لم يعقد مؤتمر دولي للتنسيق المشترك بين الدول وتوحيد الجهود عندما كان الوباء في بدايته بالصين؟ ولماذا كل هذا التفرّق والعمل المنفرد وكل يكيل التهم للآخر بل ويريد مقاضاة الآخر؟

وأيضا هناك سبب آخر وهو أنّ العالم لم يعد أحادي القطب، أي لم يعد من يقود العالم دولة واحدة وهي الولايات المتحدة كما هو في السابق؛ حيث أصبح الآن العالم متعدد الأقطاب هناك الصين ذالك العملاق الاقتصادي الذي يريد أن يفرض وجوده الاقتصادي، وهناك روسيا بتلك القوة العسكرية المتطورة التي تريد استعادة أمجادها.

أي أنّ العالم في حالة انتقالية غير مستقرة نتيجة تتعدد موازين القوى في العالم وانحسار نظرية القطب الأوحد.. وعلى كل حال اعتقد أنّ هذا الفيروس قد كشف لنا الكثير والكثير الأمور التي لا يسع هذا المقال لذكرها، ولكن أود أن أسرد من أبرزها: أن هذا العالم بما يملك من قدرات وأسلحة نووية ومركبات فضائية وتقنيات معلوماتية وأجهزة رصد وغيرها لم يستطيع مواجهة فيروس لا يرى بالعين المجردة.

أعتقد أنّ هذا الفيروس لا يستحق كل هذه الهالة الإعلامية، وترهيب الناس لكي يتجنبوا شره، بل أنّه أصبح واقعاً وعلينا التكيف معه ومعايشته والاحتراز منه مثله كمثل بقية الفيروسات والأمراض الكثيرة في هذا الكون.. حفظ الله تعالى الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك