ترجمة- رنا عبدالحكيم
تواجه صناعة النفط الأمريكية سيناريو قاتم للغاية، حسب ما وصف خبراء الصناعة في تقرير نشرته شبكة سي إن إن بيزنس الأمريكية؛ حيث تسببت جائحة الفيروس التاجي في انخفاض الطلب على الخام الأسود بسرعة كبيرة لدرجة أنَّ العالم أصبح لا يسع لتخزين البراميل المنتجة، وفي الوقت نفسه، غمرت روسيا والمملكة العربية السعودية الأسواق بإمدادات زائدة.
وتسببت هذه الضربة السوداء المزدوجة في انهيار أسعار النفط إلى مستويات تجعل من المستحيل على شركات النفط الصخري الأمريكية كسب المال. وتحول عقود مايو من الخام الأمريكي إلى سلبية يوم الإثنين، وهو أمر لم يحدث قط منذ بدء تداول عقود النفط الآجلة في بورصة نايمكس في عام 1983. وكان يوم الإثنين الأسوأ على الإطلاق في سوق النفط.
وقال أرتام أبراموف رئيس أبحاث النفط الصخري في ريستاد إنرجي إن "30 دولارًا بالفعل سيئة للغاية، ولكن بمجرد أن تصل إلى 20 دولارًا أو حتى 10 دولارات، يصبح كابوسًا كاملاً".
والعديد من شركات النفط الكثير مثقلة بالديون خلال الأوقات الجيدة، ولن يتمكن البعض منهم من النجاة من هذا الانكماش التاريخي.
ووفقًا لشركة ريستاد إنرجي، فإن سعر 20 دولارًا للبرميل، تقدمت 533 شركة للتنقيب عن النفط الأمريكي وإنتاجه بطلب إفلاس بحلول نهاية عام 2021. وتقدر ريستاد أنه عند 10 دولارات، سيكون هناك أكثر من 1100 طلب إفلاس من الشركات.
وقال أبراموف "عند 10 دولارات، سيتعين على كل شركة أمريكية تقريبًا مثقلة بديون أن تودع الفصل 11 أو تنظر في الفرص الاستراتيجية".
فشل إنهاء الذعر
والجزء الأكثر غرابة من هذا الانخفاض القياسي في أسعار النفط هو أنه يأتي بعد أن وافقت روسيا والمملكة العربية السعودية على إنهاء حرب الأسعار الملحمية بعد تدخل الرئيس دونالد ترامب. ووافقت أوبك بلس على خفض إنتاج النفط بمقدار قياسي.
وقال ترامب في 12 أبريل "سيوفر ذلك مئات الآلاف من وظائف الطاقة في الولايات المتحدة. أود أن أشكر وأهنئ الرئيس الروسي وملك السعودية".
ومع ذلك، استمر الخام في الانهيار، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن تخفيضات الإنتاج هذه لم تبدأ حتى مايو. ويزول الطلب لأن الطائرات والسيارات والمصانع تتجاهلها جائحة الفيروس التاجي.
والأمل في صناعة النفط هو أن الأسعار السلبية يوم الإثنين هي إلى حد ما مجرد صدفة سببها تمديد العقود الآجلة.
وقال رايان فيتزموريس استراتيجي الطاقة في رابوبانك "سيكون هناك الكثير من الشركات التي لا تنجو من هذا الانكماش الاقتصادي". وأضاف "هذا هو واحد من السيناريوهات الأسوأ على الإطلاق".
ضغوط "غير مسبوقة"
وفقد قطاع الطاقة بمؤشر ستاندرد آند بورز 500 أكثر من 40% من قيمته هذا العام، على الرغم من الانتعاش الهائل في سوق الأسهم بشكل عام خلال الشهر الماضي.
وفقدت كل من نوبل للطاقة، وهاليبورتون وماراثون أويل، وأوكسيدنتال أكثر من ثلثي قيمتها. وانخفض سهم إكسون موبيل بنسبة 38%.
ويتوقع سيناريو شركة ريستاد عند 20 دولارًا للبرميل أن يتم إعادة هيكلة أكثر من 70 مليار دولار من ديون شركات النفط في حالة الإفلاس، يليها 177 مليار دولار في عام 2021. وهذا لا يمثل سوى شركات الاستكشاف والإنتاج، وليس صناعة الخدمات التي توفر الأدوات والقوى العاملة للحفارين. وسيكون مفتاح الحل هو المدة التي تظل فيها أسعار النفط رخيصة، وقد يسمح انتعاش الأسعار السريع للعديد من شركات النفط بتجنب الإفلاس.