"بلومبرج": الجينات تحدد مدى شدة إصابة الإنسان بـ"كوفيد-19"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

سلط تقرير لوكالة بلومبرج الإخبارية الضوء على علاقة الجينات البشرية بالإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، وقال إنَّ البعض يعانون من أعراض المرض وكأنها ليست أكثر من نزلة برد خفيفة، فيما لا يظهر على آخرين أي أعراض على الإطلاق، وعلى الجانب الآخر هناك الآلاف من المرضى، يموتون أو تظهر عليهم أعراض شديدة.

ويعكف العلماء على فهم الأسباب الكامنة وراء مثل هذه التناقضات الضخمة في الأعراض والنتائج. ولم يتوصل أحد لإجابة حتى الآن، لكن إحدى النظريات تقول إن ثمة علاقة بالتركيب الجيني للإنسان. فالعمر والظروف الصحية الأساسية، مثل ارتفاع ضغط الدم، تلعب دورًا كبيرًا في تحديد طبيعة الإصابة بكوفيد-19. لكن هذه الظروف وحدها لا تفسر التنوع الواسع في الأعراض. وأوضحت الوكالة أن دراسة جينات الفيروس والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19 لا تساعد فقط في تحديد وحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، لكن أيضًا تسهم في سرعة العلاج وتطوير الدواء.

والسؤال هنا: ما الذي يجعل بعض الأشخاص مريضين جدًا والبعض الآخر بالكاد مريضًا؟

يقول كاري ستيفانسون رئيس deCODE Genetics، وهي شركة آيسلندية تابعة لشركة Amgen Inc إن "هناك احتمالان رئيسيان؛ الأول هو التسلسل الجيني للفيروس نفسه؛ حيث إن بعض السلالات تصيب الأشخاص بشدة مقارنة بسلالات أخرى، والآخر: التركيب الجيني الفريد لكل شخص يصاب بالمرض".

فجينات بعض الأشخاص قد تجعلهم ببساطة أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد، في حين أن جينات الآخرين قد تمنحهم مقاومة للمرض. ومن المقبول بشكل عام أن تلعب جيناتنا دورًا في كيفية استجابتنا للعدوى الفيروسية، لكن على الطرف الآخر، فإن طفرة واحدة في الجين CCR5، على سبيل المثال، تجعل أولئك الذين يحملونها مقاومين لفيروس نقص المناعة البشرية "إيدز".

ويبدو أن بعض المتغيرات الجينية، وخاصة في الجينات التي تؤثر على جهاز المناعة، هي التي تجعل الإنسان عرضة لمجموعة من الأمراض المعدية الأخرى.

إحدى الدراسات الصادرة في عام 2017 نظرت في 23 إصابة شائعة بما في ذلك الجدري المائي والقروح، ووجدت جينات يبدو أنَّها مرتبطة بالعديد منها.

ويشك ستيفانسون وعلماء آخرون في أن الاختلافات الجينية البشرية قد تلعب دورًا مشابهًا مع الأشخاص الذين يعانون من كوفيد-19. وهناك بعض المؤشرات المبكرة على ذلك مع فيروس كورونا الجديد. ويمكن أن يكون المستَقبِل الذي يستخدمه لاختراق الخلايا المضيفة، المسمى ACE2، متوافرا بأعداد مختلفة في الأشخاص بناءً على جيناتهم وعوامل بيئية، مثل الأدوية التي يتناولونها.

وبدأ الباحثون بالفعل في فهم بعض الأشخاص الأكثر ضعفاً، فالبعض يشحذ جهاز المناعة واستجابته للعدوى كمحفز محتمل للأمراض الشديدة. وبينما يقوم الجسم بجهد مكثف لمحاربة مسببات الأمراض غير المعروفة سابقًا، يمكن أن يبدأ جهاز المناعة في الإفراط في السباق- ما يُعرف بعاصفة السيتوكين- مما يتسبب في أضرار جانبية قد تضر أكثر من الفيروس نفسه.

وتحتوي ثلاثة من أقوى عوامل الخطر للأمراض الشديدة على مكون وراثي: ارتفاع ضغط الدم والسمنة والسكري.

ووجدت ولاية نيويورك، التي تتابع عن كثب الأشخاص الذين ماتوا من كوفيد-19، أن ما يقرب من 90% يعانون من حالات صحية أخرى. والأكثر شيوعًا هو ارتفاع ضغط الدم، والذي وجد في 56% من 10834 حالة وفاة حتى 13 أبريل، وداء السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول وأمراض القلب.

تعليق عبر الفيس بوك