"جارديان": ترامب يحول إفادته اليومية إلى "نوبة غضب رئاسية"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

انتقدتْ صحيفة "ذا جارديان" البريطانية تصرُّفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال المؤتمرات الصحفية والإفادات اليومية التي يُقدِّمها من البيت الأبيض، وقالت إنَّه يبدو وكأنه "طفل صغير يعبِّر عن نوبة غضب ذاتية على شاشة التليفزيون مباشرة، لكن لسوء الحظ، هو طفل عمره 73 عامًا، ويرتدي ربطة عنق حمراء طويلة ويدير أقوى دولة في العالم".

وترَى الصحيفة أن ترامب -التي وصفته بأنه متعطش للتجمعات الانتخابية، وعطلات نهاية الأسبوع في منتجع "مار إيه لاجو" الشهير بولاية فلوريدا- لم يستطع تحمل المزيد، فخرجت سنوات من التظلم والاستياء المتصاعدين تجاه وسائل الإعلام تندفع كسيل عرم.

وتطرَّقت صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق لها مؤلف من 5500 كلمة، إلى أن ترامب أهدر وقتًا ثمينًا في يناير وفبراير؛ حيث كان العديد من الشخصيات الحكومية تدق ناقوس الخطر بشأن الفيروس التاجي. ومع وفاة أكثر من 23000 أمريكي في مثل هذه الظروف، قد يفكر بعض الرؤساء الآن في الاستقالة إلا ترامب لن يفكر فيها. فقد وصل إلى غرفة الإحاطة في الجناح الغربي مصمما على إخبار العالم، أو على الأقل قاعدته الانتخابية، أنه لا تثريب عليه، وبدلاً من ذلك كانت مرحلة جديدة ودموية من حربه ضد "عدو الشعب": وسائل الإعلام.

وانتقد الرئيس الصحفيين، كما انتقد الديمقراطي جو بايدن ورفض اتهامه بارتكاب أخطاء في أزمة كورونا. وقال: "القصة في نيويورك تايمز مزيفة تمامًا، إنها صحيفة وهمية ويكتبون قصصًا مزيفة. وفي يوم من الأيام، على أمل أن أكون هنا بعد خمس سنوات أو عندما لا أكون هنا، كل هذه الصحف ستفشل لأنه لن يقرأها أحد".

وفي لحظة درامية، أمر الرئيس بخفض الأضواء في غرفة الاجتماعات.  وبدأ عرض مونتاج لمقاطع الفيديو على غرار الحملة، يظهر على الشاشات المعدة خلف المنصة. وكانت هناك لقطات لأطباء يقولون في يناير إن الفيروس التاجي لا يشكل تهديدًا وشيكًا، وأعلن ترامب حالة طوارئ وطنية، وأشاد المحافظون الديمقراطيون بتقديمه المساعدة الفيدرالية.

وقال مراسلو البيت الأبيض المخضرمون إنهم لا يستطيعون تذكُّر مثل هذا الفيلم الذي يتم عرضه في تلك الغرفة. وأوضح ترامب أنَّه مدير وسائل التواصل الاجتماعي في البيت الأبيض دان سكافينو وفريقه قاموا بتجميع هذه المقاطع في أقل من ساعتين.

ومرارًا وتكرارًا، أبرَز ترامب قراره بحظر بعض الرحلات الجوية من الصين في أواخر يناير، قبل تأكيد أي حالات وفاة مرتبطة بالفيروس في الولايات المتحدة، على الرغم من أنَّ ما يقرب من 400000 شخص سافروا إلى الولايات المتحدة من الصين قبل أن يتم فرض القيود، و40000 شخص وصلوا إلى هناك منذ ذلك الحين.

وصعد الدكتور أنتوني فوسي إلى المنصة لتوضيح أنه كان يرد على "سؤال افتراضي" خلال ظهوره في أحد برامج شبكة "سي.إن.إن" عندما قال إنه كان يمكن فعل المزيد لإنقاذ الأرواح. ونفى أنه أُجبر على التوضيح ضد إرادته.

واستمرَّت الإفادة الصحفية لأكثر من ساعتين  كان أغلبها  هجوم على وسائل الإعلام المختلفة  وتوبيخ الصحفيين الحاضرين.

تعليق عبر الفيس بوك