(المعرض الخيري لبيع الأعمال الفنية)
جمال النوفلي
مضى شهر تقريباً من الألم والضجر بسبب انتشار فيروس كورونا، وربما شهر آخر سيمضي في معاناتنا، ولا أعني بمعاناتنا معاناتنا نحن العمانيين فقط وإنما الناس جميعاً من كل الدول ومن كل العرقيات والحضارات، ونحن في هذه الأوقات الحالكة التي تتخلى عنَّا الحياة الهلامية التي كنا نظن أننا لا يمكن أن نعيش من دونها، نجدنا نعود الآن لنبحث عن ذواتنا في دواخلنا فنجدها في عيون أحبائنا وفي أنامل أبنائنا الصغيرة وضحكات أطفالنا الطافحة بالسعادة، ونحاول أن نتشبث بوجودنا الجميل هذا عبثاً وقلوبنا قلقة خائفة من الجائحة، إذ إننا لا نعلم إن كان الفيروس سيتخطفنا أو سيتخطف أحد أحبابنا أم أنه سيمهلنا عمرا آخر، عمرا سيتطلب منِّا تضحيات مالية وجسدية، وجهودا مضاعفة ومرهقة لحمل أوطاننا على سواعدنا لننجو بها مرة أخرى كما فعل أجدادنا في مرات عديدة عبر التاريخ، بعدما نحظى بفرصة كافية لمُراجعة النفس وإعادة فتح وقراءة جميع الملفات المغلقة وتصحيح المسار باتخاذ قراءات جريئة وحتمية.
أما ونحن في الأزمة اليوم فليس بمقدورنا سوى البقاء في المنازل والصلاة لمن هم يقفون في الصفوف الأمامية في المعركة من أطباء وعسكريين وموظفي بنوك وموظفي مواد تموينية، كما يمكننا دعم الصناديق الخيرية بالتبرع المباشر في الحسابات المنشورة، أو التبرع من خلال شراء بعض الأعمال الفنية من خلال مبادرة المعرض الخيري لبيع الأعمال الفنية الذي نظمته وزارة شؤون الفنون ممثلة في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية في مواقعها الإلكترونية، حيث تبرع مجموعة من الفنانين بلوحات تشكيلية جميلة جدًا يكون مردودها لصالح الصندوق الوقفي لمقاومة جائحة كورونا.
إنَّ من شأن هذه المبادرات الطيبة أن تلون أجواءنا القلقة بمشاعر التآزر ومعاني الرقي في العطاء، حيث سنساهم بأموالنا في محاربة الجائحة وسندعم شبابنا الفنانين وكذلك سنضيف إلى محطينا لوحات فنية نادرة تحمل عواطف المحبة وحكاية كفاح في الذكرى الكورونية الأليمة التي سوف يحكي عنها أبناؤنا وأجيال كثيرة بعدهم.
في المعرض الخيري لبيع الأعمال الفنية بإمكانك اقتناء ما يشد ذوقك من لوحات أو يمكنك دعم المعرض بالنشر والتعليق، أو حتى التبرع بلوحة إن كنت فناناً بالتنسيق مع الجمعية.
شكرنا لجميع المخلصين القابعين في بيوتهم الذين لا يخرجون أبدا إلا للضرورة، ولأصحاب المبادرات والعاملين رغم الظروف الصعبة.