إدارات المدارس وأدوارها الفاعلة

 

 

د. أمينة بنت راشد الراسبية

* مُشرفة إدارة مدرسية بمحافظة جنوب الشرقية

 

الإدارة المدرسية هي قِمَّة الهيكل التنظيمي بالمدرسة، والذي ينهض على ركائز أساسية؛ تتمثل بتفعيل الأدوار الحقيقية للإدارة، والتي بدورها تركز في عمليتي التنمية والتطوير ورفع نسبة التحصيل الدراسي والارتقاء به وتنمية السلوك والاتجاهات والقيم لدى الطلاب؛ بهدف تكوين الشخصية المتكاملة للطالب، وإيجاد مخرجات تعليمية مؤهلة تأهيلا مناسبا مع متغيرات الحياة كالثورة التكنولوجية والعولمة ومن ثم الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي.

ويمثل التخطيط الإداري إحدى الوسائل الفاعلة التي تحقق الأهداف التعليمية؛ من خلال مدى مقدرة هذه الخطط على تسيير اليوم المدرسي ومتابعة كافة الأعمال التربوية التي تحدث بالمبنى المدرسي، بما يتضمنه من شمولية في كافة الجوانب التعليمية سواء الطلاب أو المناهج الدراسية، أو الأدوات التقويمية، أو الأنشطة الطلابية والفعاليات المدرسية اليومية، وبما يتضمنه من القدرة على تشكيل فرق العمل التربوية بالمدرسة؛ فالتخطيط الفاعل يتميز بالمرونة والتغير والتجدد وفقا للمعطيات التي تواجه مدير المدرسة.

ولأنَّ التعليم هو أساس المهن، وهو المعول في بناء الإنسان وتقدمه؛ لذا فإنه من أولى المهن بأخلاقيات المهنة والتي يتجلى فيها تهذيب السلوك وتنميته سلوكيا وثقافيا وقيميا وتعزيز الانتماء للوطن بحيث يصبح كل سلوك ممارس مرتبط ارتباطا وثيقا بالأخلاقيات ؛ ومن هنا فالمدير هو القدوة للمجتمع المدرسي والمحلي.

وتنظيم العمل المدرسي يكون بتفويض الأعمال وفق الأنظمة واللوائح، وله أثر كبير على جودة الأداء؛ حيث يعمل على تنمية القدرات وتعزيز المهارات وتمكنه من القيام بمهام مستقبلا قد تعده لبناء صف ثانٍ من القادة، إضافة إلى تعزيز فاعلية الأداء لدى العاملين، وهذا يحقق ضمنيا لديهم الرضا الوظيفي الذاتي وتعزيز الانتماء الوظيفي، ويمثل تنظيم العمل أيضا متابعة تنفيذ المهام الإدارية والفنية للكوادر، مما يدفع لقلة الوعي بهذا الدور هو تدوين تشكيل اللجان كاسم فقط دون نشر ثقافة العمل وفق المهام المنوطة من كل فرد ضمن اللجنة أو المجلس؛ وهنا لا يتم تأدية العمل بالجودة المأمولة.

دعم عمليتيْ التعليم والتعلم يلعب الدور الجوهري ويختص بمتابعة تفعيل أدوات التقويم وأعمال الامتحانات والتحصيل الدراسي وفق تحليل نتائج تعلم الطلبة ووثائق التقويم، ومتابعة تنفيذ المناهج، ومتابعة برامج الرعايةالطلابية بمختلف الفئات، كذلك توظيف مراكز مصادر التعلم باختلاف أنواعها وتفعيل مسابقات القراءة لتحفيز الطلاب وزيادة حبهم للاطلاع والبحث والتعلم الذاتي.

الإنماء المهني متى ما تم التخطيط والإعداد والتصميم والتنفيذ له بصورة موضوعية وواقعية حسب الاحتياجات والمؤشرات، أسهم بشكل مباشر في تجويد الأداء مع الحرص على متابعة أثرها في الميدان التربوي لملاحظة انعكاسها المباشر على الأداء المدرسي.

إدارة الموارد المالية والمادية، والتي تتمثل في تفعيل المبنى المدرسي ومرافقه بتوفير إجراءات الأمن والسلامة، وحسن التصرف للموارد المالية وفقا للخطة المالية، ومتابعة التزام شركات النظافة والجمعية التعاونية بدليل الاشتراطات الصحية، وتنظيم وسائل النقل المدرسية وتوظيف العهدة المدرسية والحفاظ عليها.

الالتزام بتنفيذ القوانين والأنظمة واللوائح والقرارات المنظمة للعمل المدرسي، والذي يتحقق بمتابعة الالتزام بالانتظام والانضباط المدرسي للكوادر العاملة بالمدرسة، كذلك متابعة الالتزام بانتظام وانضباط الطلاب وتفعيل اللوائح والقرارات المنظمة والحفاظ على زمن التعلم وفق اللوائح والأنظمة المعمول بها، نجاح المدير هنا هو حرصه على عدم القيام بممارسات تخل بمصلحة العمل؛ لأنها ستؤدي لاحقا إلى فقده السيطرة على النظام المدرسي.

المبادأة والابتكار في العمل بابتكار طرق وأساليب فاعلة لتحسين مستوى الأداء المدرسي يكون المدير عنصرا أساسيا فيها، مع الحرص على توفير بيئة تعلم جاذبة، وتشجيع الكوادر العاملة بالمدرسة على المبادأة والابتكار.

المشاركة المجتمعية بتشكيل مجالس أولياء الأمور، وتفعيل اجتماعاتها، وتفعيل أدوار لجان مجالس أولياء الأمور مع تفعيل التواصل مع المؤسسات المختلفة.

تحمُّل المسؤولية واتخاذ القرار بالإلمام الكامل بحقوق وواجبات ومسؤوليات ومهام الوظيفة ومحظوراتها واتخاذ القرارات المناسبة للتغلب على التحديات والأزمات.

ولا ننسَ الدور الكبير لتفعيل التكنولوجيا والاتصالات بتفعيل التقنيات الحديثة نوافذ البوابة وربط التعليم بالتقانة.

الممارسات الإشرافية، وهي كثيرة، وينبغي ممارستها بهدف تطوير الأداء؛ وهي: (الزيارات،  المداولات، الاجتماعات، تبادل الزيارات، البحوث، القراءات الموجهة، المشاغل، الحلقات النقاشية... إلخ).

الزيارات الإشرافية أكثر الممارسات تفعيلا؛ كونها تحدد مستوى أداء المعلم، والتي يعقبها مداولة إشرافية بعد نهاية الحصة كتغذية راجعة بممارسة إستراتيجيات معينة لها كإستراتيجية ثلاث نجمات وأمنية لاستخلاص جوانب الإجادة ومعالجة أولويات التطوير، تتميز ممارسة تبادل الزيارات بتفعيل مهارات القرن الحادي والعشرين كجولات التعلم وممارسة النشاط التأملي.

الممارسة التي تمارس بنسبة ضئيلة جدا هي ممارسة إعداد البحوث، رغم أنها مفيدة جدا كدراسة تتناول مشكلة فعلية وظاهرة موجودة تستدعي إيجاد الحلول لها، ويرجع السبب في ذلك إلى قلة الرغبة عند البعض بالتدرب على مهارات إعداد البحوث، كما ان إدارات المدارس لا تمتلك معظمها هذه الممارسة الإشرافية المهمة؛ لهذا تنعدم هذه الممارسة في كثير من المدارس، والحل يكمن في تعميم برنامج تدريبي للعاملين المدرسة كبرنامج اللغة العربية الفصحى يشرف عليه لجنة البحوث والدراسات بالمديريات التعليمية المختلفة.

تعليق عبر الفيس بوك