القصابي: الأمن الغذائي أولوية وطنية.. وزراعة القمح تكتسب أهمية كبرى

الرؤية - ناصر العبري

قالَ المهندس حمدان بن حمود القصابي صاحب مزرعة البر في وادي قريات بولاية بهلا بمحافظة الداخلية، إنَّ الأمنَ الغذائيَّ في عمان -وعلى مر العصور- اعتمدَ على أربعة أضلاع؛ هي: التمر والقمح والثروَتيْن الحيوانية والسمكية، وبما أنَّنا نعيش هذه الأيام أزمة عالمية -ممثلة في وباء اجتاح العالم مُتسبِّبا في عزل الدول عن بعضها، نتج عنه إرباكا كبيرا في التجارة الدولية، وبدأت أزمات أخرى تطل برأسها- فإنَّ الأمن الغذائي قفز إلى الواجهة، مُذكِّرا الدول والمجتمعات بأهمية الاهتمام بانتاج الغذاء.

وأوضح القصابي -في حديث خاص لـ"الرؤية"- إن موسم حصاد القمح هذا العام يكتسب أهمية كبيرة بالنسبة للمواطن العماني؛ إذ يعزز ثقة المجتمع بقدراته الذاتية في إنتاج الغذاء والصمود أمام الأزمات، ويكشف كذلك الأهمية القصوى في دعم قطاع الزراعة في السلطنة بمعناه الأعم.

وحول أبرز أصناف القمح، قال القصابي: إنَّ صنف الكولا يتصدر قائمة الأصناف العمانية المحلية الذي يتميز بطول ساقه وغزارة أوراقه، ويفضله المزارعون نظرا لاستفادتهم منه في إنتاج التبن والغفة (بقايا أعواد القمح بعد نزع السنابل منها)، والتي يستفاد منها في الدورة الزراعية والإنتاج الحيواني.

وزاد أنَّ هناك أصنافًا متوارثة تشتهر في مناطق معروفة بزراعة القمح؛ أهمها: السريعا، والميساني، والحميرا، والجريدا، والوليدي، والشويرا، لافتا إلى أنَّ هذه الأصناف تتميز بقدرتها على تحمل الظروف المناخية المحلية، لكنه استدرك أن من عيوبها تدني الإنتاجية وتعرضها للإصابة بأمراض الصدأ والتفحم وتأخر نضجها.

وثمَّن القصابي جهود وزارة الزراعة في تطوير زراعة القمح من خلال إدخال وتطوير أصناف قمح تلائم مناخ السلطنه وتقاوم الآفات وتزيد من إنتاجية الفدان.

وأبرز كذلك دور القطاع البحثي الملموس في هذا المجال من خلال توفير برامج بحثية لتحسين سلالات القمح العمانية بإدخال العديد من أصناف القمح من خلال برامج الانتخاب والتقييم لمعرفة مدى ملاءمتها للظروف المناخية والانتاجية ومدى مقاومتها للأمراض في السلطنة.

يُشار إلى أنَّ التجارب أثبتت نجاح زراعة عدد من أصناف القمح المستوردة، وأهمها: الصنين، ووادي قريات 110، ووادي قريات 226، ووادي قريات 308، ووادي قريات 302.

وقال القصابي إنَّ المزارعين في منطقة وادي قريات بولاية بهلا وفي عموم محافظة الداخلية يعتبرون القمح المحصول الموسمي الأول، ويحرص كثيرٌ من المواطنين على زراعته كلما سمحت لهم وفرة المياه بذلك. وتحدَّث القصابي عن مزرعته، وقال إنه قام هذا العام بزراعة صنفين هما صنف الكولى على مساحة 6000 متر مربع باستخدام طريقة الري بالغمر؛ لأنها هي الأنسب لهذا الصنف. وأضاف أنَّ الإنتاج بلغ طنين على الرغم من فقدان جزء من المحصول نتيجة لهجمات الطيور عليه بكثرة.

وأشار إلى أنَّ وزارة الزراعة قدمت للمزارعين بذور محسنة للصنف وادي قريات 308، وتم زراعتها على مساحة فدانين تقريبا ويتم ريها بطريقة الرش، وبلغ حجم الإنتاج قرابة 3.5 طن.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة

z