الوجه الأقبح للفيروس

"الإسكوا": 1.7 مليون وظيفة حجم خسائر المنطقة العربية.. و52 مليونا سيعانون نقصا في التغذية

 

< 8.3 مليون عربي سيقعون في شباك الفقر

< 42 مليار دولار تراجع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية

< 420 مليار دولار خسائر رأس المال السوقي

 

مسقط- الرؤية

سَيرتَفِع عددُ الفقراء في المنطقة العربية مع وقوع 8.3 مليون شخص إضافي في براثن الفقر، ويزداد أيضًا عدد الذين يعانون من نقص في التغذية بحوالي مليوني شخص، هذا جزء من الوجه الأكثر قبحا لفيروس كورونا المستجد، الذي كشفت عنه دراسة صدرت أمس الأربعاء عن لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي آسيا (الإسكوا)، حول التكلفة الاقتصادية لفيروس كورونا على المنطقة العربية، وحصلت "الرؤية" على نسخة منها، وسببُ قبح هذا الوجه هو أنه قد يطال كثيرا بعد.

وأوضحتْ الدراسة أنه وفي ظلّ التوقّعات بأنْ تسجِّل معدلات النمو العالمي هبوطاً حادّاً، واقتراب الاقتصاد العالمي من حافّة الركود، فإنه من المتوقع أن تشهد المنطقة العربية تأثيرات اقتصادية واجتماعية قوية؛ منها: وصول مجموع عدد من يقع تحت خط الفقر في الدول العربية إلى 101.4 مليون شخص، فيما سيصل عدد الذين يعانون من نقص في التغذية إلى 52 مليون شخص.

ومن المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية بما لا يقل عن 42 مليار دولار، وهذا الرقم مرشح للارتفاع نتيجةً للآثار المضاعفة لانخفاض أسعار النفط والتباطؤ الاقتصادي الكبير الناجم من إغلاق مؤسسات القطاع العام والخاص منذ منتصف الشهر الجاري. وكلّما طالت فترة الإغلاق التام، ازدادت الكلفة المترتبة على اقتصادات المنطقة.

ومن المرجّح أن تخسر المنطقة أكثر من 1.7 مليون وظيفة في العام 2020، مع ارتفاع معدل البطالة بمقدار 1.2 نقطة مئوية. وخلافًا لآثار الأزمة المالية العالمية في العام 2008 فمن المتوقع أن تتأثر فرص العمل في جميع القطاعات. ولا شك أن قطاع الخدمات -وهو المصدر الرئيسي لفرص العمل في المنطقة العربية- سيكون أكثر القطاعات تعرّضًا لآثار "التباعد الاجتماعي"، فتشير التقديرات إلى انخفاض نشاط هذا القطاع بمعدّل النصف.

وفي تعليقها على الموضوع، قالت الأمينة التنفيذية للإسكوا الدكتورة رولا دشتي: نواجه تهديدًا صحيًا عالميًا قد يغيّر العالم كما نعرفه. وما زلنا لا ندرك تمامًا تبعاته على حياة الناس وعائلاتهم وعلى تعليم الأطفال وقطاعات الصحة، بل وعلى الكوكب. ولكن بإمكاننا البدء بتقييم خسائرنا الاقتصادية والبحث عن طرق للتخفيف منها.

ويظهر تقييم الإسكوا أيضًا أن فيروس الكورونا قد أدّى لانخفاض في أسعار النفط، ازداد حدّةً نتيجة هبوط الأسعار، مما كلّف المنطقة حوالي 11 مليار دولار من إيرادات نفطية صافية في الفترة الممتدة من يناير الماضي إلى منتصف الشهر الجاري. ويتوقع أن تزداد هذه الخسائر في الأسابيع المقبلة مع توقف التجارة والنقل من حول العالم.

هذا.. وتكبّدت الشركات في المنطقة في الفترة نفسها خسائر فادحة في رأس المال السوقي، بلغت قيمتها 420 مليار دولار، أي ما يعادل نسبة 8 في المئة من إجمالي رأسمالها السوقي. وأشارت دشتي إلى ما يجب القيام به قائلةً: "نحن بحاجة لحلول على صعيد السياسات وخطوات سريعة لتحقيق الانتعاش، بناء على مقاربة شاملة لا تهمل أحدًا".

وتوصي "الإسكوا" باتخاذ الحكومات تدابير منسّقة ومتجانسة لتقديم الدعم على المستويين الكلّيّ والجزئي؛ بحيث تعمل على تحسين الحماية الاجتماعية، خصوصًا للفقراء والفئات الضعيفة. كما ترى أن على الحكومات بالمنطقة اعتماد سياسات مالية نشطة لدعم الشركات؛ ومنها: تقديم الإعفاءات الضريبية ودعم الأجور وتمديد آجال سداد الديون ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. وتدعو "الإسكوا" المؤسسات المالية متعددة الأطراف إلى دعم البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل في المنطقة لمواجهة الضغوط المالية التي ترزح تحتها.

تعليق عبر الفيس بوك