سُموم الشائعات

علي بن بدر البوسعيدي

مع تسارع الأحداث من حولنا، وحرص الكثيرين على مُتابعة مُستجدات الأوضاع، لا سيما فيما يتعلق بأزمة الإنسانيَّة الحالية، وهي تفشي فيروس "كورونا"، وما تسبَّب فيه من إصابة ما يزيد على 600 ألف ووفاة 35.5 ألف إنسان في كل دول العالم، وسط كل ذلك يتعمَّد البعضُ إثارةَ الفتن، ونشر السموم في أوساط المجتمع، لا لشيء سوى ليرضي ذاته المريضة، وأن يضلل الناس بنشر أخبار مزيفة وباطلة.

وخلال الفترة الأخيرة، ومع إعلان الجهات المعنية تسجيل إصابات بفيروس كورونا، تعمَّد البعضُ -سواء عن علم أو جهل- نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة، بل ومفبركة، الأمر الذي يتسبب في بلبلة الرأي العام وتشتيت أذهان المجتمع نحو جوانب لا أساس لها من الصحة. وخيرا فعلت الجهات المعنية في التعامل مع مثل هذه الأخبار المزيفة وتعمد نشر الشائعات، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى في مجموعات الواتساب، فقد أعلن الادعاء العام مجموعة من القرارات، تمثلت في القبض على عدد من الأشخاص ومحاكمتهم وسجن بعضهم وتغريمهم، بتهمة نشر أخبار كاذبة وشائعات لا أساس لها من الصحة.

وخطورة هذه الشائعات والأضرار الرئيسية التي تلحق بالمجتمع، أنها تُربك الأوضاع الاجتماعية، وتترك الناس في حيرة من أمرها، وربما تُصيب الكثيرين بالهلع والذعر، كما أنها تتنكر لجهود وزارة الصحة وغيرها من الجهات في مكافحة انتشار الفيروس. كما أنَّ هناك أضرارا اقتصادية تنجم عن الشائعات، وهنا لا أتحدث فقط عن شائعات كورونا، بل عن الشائعات بشكل عام، فكم من أخبار كاذبة تداولها البعض وتسببت في خسائر اقتصادية؟! وكم من أخبار مزيفة روج لها البعض وتعمد نشرها على نطاق واسع من أجل تحقيق مآرب شخصية، تضر بالمصلحة المجتمعية والصالح العام للدولة؟!

لكن قد يقول البعض: ما أدراني أنَّ هذا الخبر شائعة؟ وكيف لي أنْ أعرف أنَّ ما يتم تداوله هي أخبار كاذبة؟ هنا نقول إنَّ الدور كبير على المواطن والمقيم في البُعد عن الشائعات، من خلال عدة طرق؛ أولها: عدم نشر أي منشورات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ثانيا: الاعتماد على الصحف الرسمية -مثل جريدة "الرؤية"- وعلى التليفزيون في معرفة الأخبار والتأكد من صحتها. ثالثا: متابعة التصريحات والبيانات الرسمية التي تصدرها مختلف المؤسسات في التعامل مع مختلف القضايا.

وأخيرا.. إنَّ الأزمات تقدِّم لنا الكثير من العِبَر والدروس، وعلينا أن نتعلَّمها جيدا ونستفيد منها، من أجل تطوير أدائنا، وتحويل أي أزمة إلى تحدٍّ، نعمل على تجاوزه وتخطيه.

حفظ الله عمان، وحفظ قائدها المفدى وشعبها الوفي..،