ترجمة- رنا عبدالحكيم
على عكس المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا، لم تصل ألمانيا إلى حد إغلاق المؤسسات والمراكز التجارية، وبدلاً من ذلك اختارت اتخاذ إجراءات صارمة للتباعد الاجتماعي، بما في ذلك حظر التجمعات لأكثر من شخصين، وذلك باستثناء ولاية بافاريا التي أعلنت عن إغلاق كامل؛ حيث تم الكشف عن الحالات الأولى المصابة في يناير.
ووفقاً لما نشرته صحيفة "ذي إندبندنت"، فقد تجنبت ألمانيا حتى الآن المستويات الكارثية للعدوى التي اجتاحت إسبانيا وإيطاليا. فحتى أمس السبت، توفي 399 شخصًا من "كوفيد-19" مع 53340 حالة إصابة مؤكدة.
وبالمقارنة، مات أكثر من 9134 شخصا في إيطاليا، وأكثر من 5812 في إسبانيا. وتجاوزت الحالات المصابة 86498 حالة، و72248 حالة على التوالي.
وحير معدل الوفيات المنخفض في ألمانيا الخبراء، وذهبت إحدى النظريات إلى أنه قد يكون بسبب انتشار المرض بين فئة عمرية أصغر. ووفقًا لمعهد روبرت كوخ (RKI) الوكالة الرئيسية لمكافحة الأمراض في ألمانيا، يبلغ متوسط عمر أولئك الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس التاجي 47 عامًا. وفي إيطاليا- حيث معدل الوفيات 9%- يبلغ متوسط عمر المصابين 63 سنة.
ويعتقد الخبراء أنَّ المرض تفشى في ألمانيا بصورة رئيسية خلال احتفالات كرنفالية وشباب عائدين من رحلات التزلج في إيطاليا والنمسا. كما إن معدل المواطنين المسنين الذين يعيشون مع أفراد العائلة الأصغر سنًا، أقل بكثير من أولئك الذين يعيشون في الدول الواقعة بجنوب أوروبا مثل إيطاليا وإسبانيا. إضافة إلى تأكد ألمانيا من أن نظام الرعاية الصحية لديها جاهز ومستعد.
وتقول البروفيسورة مارلين أدو رئيسة الأمراض المعدية في المركز الطبي الجامعي هامبورج- إيبندورف: "لقد كنَّا في حالة تأهب قصوى منذ يناير، عندما تم اكتشاف الحالات الأولى، وكان لدينا الوقت للاستعداد". وتضيف أن ألمانيا تعلمت من دول أخرى وقامت بتخزين أجهزة الفحص وأجهزة التنفس الصناعي. ونظراً لمستوى الاستعداد الكبير في ألمانيا، فقد تمكنت من استيعاب عدد من المرضى الإيطاليين المصابين بأمراض خطيرة.
ويرى الخبراء أنَّ المستويات العالية للفحص في ألمانيا تعني أن الحالات الأكثر اعتدالًا التي لم يتم اكتشافها في أماكن أخرى مُتضمنة في البيانات. وتقدر جمعية الأطباء الألمان أنه تم إجراء أكثر من 200000 اختبار لفيروس كورونا خلال الأسابيع الماضية. وفي المُقابل، تم اختبار 64000 شخص فقط في بريطانيا بحلول 18 مارس.
وتقول ماريك ديجين المتحدثة باسم الوكالة "أوصت الوكالة الرئيسية لمكافحة الأمراض في ألمانيا بإجراء اختبار موسع في وقت مبكر جدًا للكشف عن الحالات في أقرب وقت ممكن وإبطاء الانتشار". وأضافت "ربما هذا هو السبب في أننا بدأنا في رؤية الحالات في وقت مبكر جدًا، بالإضافة إلى الحالات الخفيفة التي ربما تم تفويتها في ظروف أخرى".
ووفقًا للرابطة الوطنية لأطباء التأمين الصحي القانوني، فإنَّ ألمانيا لديها القدرة على إجراء حوالي 12000 اختبار كوفيد-19 يوميًا. ومع ذلك، تقول ديجين إن الوصول إلى الاختبارات لا يزال يمثل مشكلة في العديد من الأماكن ويمكن أن يتفاقم إذا قفزت معدلات الإصابة. وتشرح قائلة: "نحتاج إلى المزيد من وحدات الاختبار المتنقلة"، مضيفة أن الاشخاص امتلأت بهم غرف الطوارئ."