فضفضة وقصاصات !

 

 

"وقد يطول الحلم وقد يقصر... وقد يتحقق وقد لا يتحقق ولكن يكفينا أننا حاولنا وحلمنا في زمن الأحلام الفقيرة". فاروق جويدة.

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

 

في زمن كورونا لايفتئت المرء عن عمل كل شيء وأي شيء، لأنَّ الفراغ الذي يعيشه قد لايكون معتادا" عليه، يعيش في فضاء واسع، تليفزيون وسائل تواصل كتب، حوارات ونقاشات مع أهل بيته، وإن كان كاتبا" تصور كيف سيكون وضعه، كيف ستتكون الأفكار كي يخرج بفكرة ليكتب عنها، خاصة وأن وسائل التواصل استنفذت كل الأفكار والرؤى ..

 

في فترة حظر التجول (في الكويت حظر تجول من الساعة الخامسة مساءً" حتى فجر اليوم التالي) تجتمع العائلة بعد صلاة المغرب جماعة وبعد الصلاة تبادل حوارات أو قراءة قرآن، أو قراءة كتب أو متابعة سيدة هذا الزمان وسائل التواصل، على كافة قنواتها من واتساب/ تويتر/ وغيرها !

في الأوقات التي استفرد فيها بنفسي، أحاول تفقد بعض الحاجيات الموضوعة أو المخزنة، وبالطبع أحدثك عن كتب أو منشورات تحوي مقالات أو أبحاث، وسأحدثك عني ككاتب ملتزم بإرسال مقالات، قبل أيام التفت إلى عدة قصاصات أحتفظ بها وضعتها في ملفات يدوية، منذ سنوات دأبت على جمعها، كان أي مقال يعجبني أو خبر أو تحقيق أقصه من الصحيفة وأضع القصاصة في الملف (في الحقيقة عدة ملفات) لئلا يأتي وقت قد أحتاجها فيه

وكأني أقرأ المُستقبل، في زمن كورونا كان التوقيت المثالي لأشغل نفسي بهذه القصاصات !

ومن ضمن القصاصات وجدت مقالات قديمة لعدد من السياسيين والأدباء، أعتقد من الصعب التنبؤ بوجودها لوكنت أحتاجها حالياً"، فكرت في جمعها بكتاب ثم اصطدمت بعوائق الملكية الفكرية، وخشية التعدي اللا مقصود على حقوق نشر تتعلق بالقصاصات، خصوصا" وأن كثيرا" من القصاصات لم أوثق مصدرها، فقط المقال واسم كاتبه !

كنت عندما فتحت "خزينة" القصاصات، أبحث عن فكرة لكتابة مقال، وحتى وصل بي الحال أن أرسلت بالواتساب فضفضة قصيرة إلى أحد الأحبة الذين أثق في رأيهم، عن الضيق النفسي بسبب عدم قدرتي على كتابة حتى جملة مفيدة !

كتبت للصديق بعض الفضفضة بمعنى أني منذ ثلاث أيام أحاول أكتب ولا استطيع؟

وأني لا أعلم ما السبب، ربما تشبع أو ملل من الكتابة، أو أنَّ القراءة أصبحت هي الأهم الآن، وأحيانا أكون عاجزا عن كتابة جملة واحدة، وأحيانا أكتب عشرة مقالات وقادر على أن أكتب مثلها، هل هي حالة نفسية، جنون، حماقة، ترف، لا أدري؟

ورد الصديق، بعبارة لطيفة بمعنى إنها استراحة محارب للعودة بقوة للكتابة " !

في الحقيقة لا أعلم إن كانت استراحة محارب، أوعودة بقوة كما توقع الشخص الكريم، إنما يبدو أن الكتابة قدر، وسطوة على نفس الكاتب، وقد لا يعلم القارئ الكريم أني أتعامل مع الكتابة كهاوٍ، هاوٍ فقط، لا أتقاضى مقابلا" من النشر، وأذكر قبل مدة قصيرة قررت ألا أستمر بالكتابة، بل وحددت زمنا معينا للتوقف نهائيا"، وأبلغت أعزاء بهذا الأمر، ثم مالبثت إلا وأرسل مقالاً تلو الآخر !

 

هل الكتابة تملك صاحبها؟

 

أتذكر بيت شعر للشاعر الأمير خالد الفيصل :

 

كل رجل في حياته له ميول

والهواية. . . تمتلك رجالها ..