الشوق لما قبل كورونا

يوسف بن علي البلوشي

قال الأولون في المثل الشعبي " كف صفعني نفعني" في تقديري أن الزمن كفيل أن يعلم الإنسان الكثير ولعلنا نرى ما آلت إليه الأمور قد يكون نذير خطر ولكن هناك من التفاؤل الشيء الكثير لجدولة حياتنا مع التوسع في القرارات التي تتخذ يوميًا على الصعيد المحلي أو العالمي للحد من انتشار مرض كورونا، آلاف المشاهد التي تناقلتها وسائل التواصل عن الوباء وطرق التعامل معه ومآلات الإصابة به والوقاية منه وغيرها، تأتينا من كل صوب وحدب مخلفة لنا استشعار النذير الخطر الذي يحدق بالأفراد قبل البلاد وكيف يتهيأ الإنسان للقادم الصعب معه.

اتبعت اللجنة العليا لبحث آلية التعامل مع كورونا سلسلة من الإجراءات الوقائية الناجحة حتى هذه اللحظة في تفادي انتشار المرض، لكن في ظل الانتشار السريع لم يعد هناك بلد في العالم بمأمن منه.

الإنسان بطبيعة الحال ضعيف في التعامل مع الكوارث والأمراض والمصائب فكيف مع وباء سهولة انتشاره وخطورته بلغت أوجها وعلوها.

الحديث الفتاك الآن في الوقاية منه هو البقاء في البيت والمنازل والكف عن مُمارسة كل الأنشطة التي كنَّا نعتادها سابقاً بل وأصبحنا نشتاق ممارستها الآن بعد هجرها ولاندري المصير الذي ينتظرها في حال بقاء الكثير منها.

عموماً الوباء هو ابتلاء وفرصة لعودة النفس إلى مسارها الصحيح وأيضا هو اختبار للمؤسسات والجهات وطرق التعاطي معها وأيصًا سبل الوقاية منه وتسخير الجهود.

سعت الجهات المعنية في توفير العناية والعلاج للمصابين، كما أنه يجب علينا المشاركة بالحد من انتشاره بالالتزام الكامل لإجراءات الوقاية ومتابعة إرشادات جهات الاختصاص وعدم التهويل أو عدم إثارة حالة الهلع عن طريق تداول الشائعات أو أخبار غير موثوقة بصورة فجة أو نقوم بالمشاركة فيها، لأنَّ هذه الوسائل بكل تأكيد ستنعكس في تقليل التبعات الصحية والاقتصادية المترتبة.

يحملنا الأمر أن نعيد صياغة حياتنا مجددا سواء على مستوى الحياة العامة أو على صعيد الوضع العملي أو الشخصي، فترسيخ العادات الجديدة أصبح لزاما علينا بدءًا من تغيير السلوكيات في العزاء والأفراح وأيضًا في الاجتماعات الشعبية والمناسبات وهو ما نحتاج التذكير به أيضًا كل مرة وجاءت السانحة الآن لتغييرها، بالإضافة إلى أن تفكر الحكومة ممثلة أيضًا في مختلف جهات الاختصاص في ابتكار بيئات العمل المناسبة لإنجاز إجراءاتها والمضي نحو إيجاد وسائل تقنية وأيضاً فنية مناسبة لتقليل الاختلاط غير المبرر والذي ليس له داع وتقليل ساعات الانتظار في المؤسسات.

المؤشرات الحالية بالسلطنة مبشرة بالخير وتعطي دفعة إيجابية في التفاؤل نحو تجاوب الناس والسكان بشكل عام وهي الفرصة المؤكدة للقضاء وانحسار الأمر لتعود الحياة كما كانت عليه، حفظ الله عُمان قائدا وشعبا وأرضا وكل من عليها إنه مجيب سميع الدعوات.