ماذا بعد "كوفيد-19"؟

أنيسة الهوتية

اليوم "سأخرف" بأفكاري للكتابة هنا والتي لربما ستعجب بعض أصحاب الخيال الواسع ومحبي التعابير المجازية والتصورات الذهنية والأفكار اللاحدودية اللامعقولة الحماسية، ومن يمتلك حساً ترفيهياً وفكاهياً، ولن تعجب الواقعيين الذين يميلون إلى الجدية الجادة في أغلب أوقات حياتهم، والباحثين عن الأدلة الملموسة دوماً مثل من عمل بحثاً وتحقيقاً حول نوع القهوة التي سكبت على شرشف طاولة الطعام من خلال البقعة وتدرج لونها ومن ثم معرفة مدة غليانها والمضاف لها متناسيا أنّ الدراسة يجب أن تشمل أيضا نوعا قماش الشرشف ومواد التبييض المستخدمة لغسيله وكذلك نوع خشب الطاولة ونوع "الوارنيش" المصبوغ به فكل ذلك يحدد كفاءة الامتصاص!

ومن هذا الباب سأدخل إلى عالم أفكاري "الشارلوكية" المتحورة و"المتخنبقة" وأتحدث بصوت عالٍ، وأولى تلك الأفكار هي فكرة الحرب البيولوجية الغامضة التي لا يُعرف متسببها الرئيس إلا أنها كمثل الحروب بكل أنواعها تلتهم الفقراء وعامة الشعب بنسبة أكبر من غيرهم، وهنا نجد أنّها تتمكن من كبار السن بسهولة تامة، أمّا الصغار وخاصة الأطفال فكأن لديهم مناعة طبيعية منه! فيا ترى هل هي لقاحات تطعيم الأطفال التي لاتزال نشيطة في تلك الأجسام! أم أنّ الفيروس مبرمج على فتك الخلايا الكهلة المكونة لأعضاء الجسم البشري العجوز وأولهم الرئة ولذلك نرى أنّ أكبر نسبة للوفيّات من المصابين بعد كبار السن هم المدخنين والكحوليين الذين شاخت رئتهم!

وكأنّها مستقصدة لتخفيف كاهل الكرة الأرضية وتقليل الكثافة السكانية التي تزايدت كثيرًا في السنوات الماضية - ولكن من كبار السن! رغم حالات الوفيّات التي لا تتوقف بشكل يومي ولكنّها تشمل الشباب والأطفال أيضًا، ومع ذلك لا تزال أقل من حالات الولادة اليومية! فهل هذه خطة فيروسية للتخلص من أغلب كبار السن خاصة في بعض الدول التي وصل متوسط العمر فيها إلى الثمانين والتسعين وسن التقاعد لا زال ستين سنة! وبذلك يتم تخليص الكرة الأرضية من الكهولة كما فعل أحد أباطرة الصين في إحدى الملحمات الموجودة في سلسلة قصص الشعوب حين أمر بقتل كل من بلغ الستين من العمر!

ولكن إن كان كذلك فأستطيع أن أقول بأنّ الخطة فاشلة، والمعادلة أيضا فاشلة، وكاهل الكرة الأرضية سوف لن يخف إلا لأشهر معدودة وبعدها ستأتي أمور أخرى لربما لم تكن بالحسبان.

العقل البشري وجد أنّ الأمور البدائية هي أساسية للوقاية من فيروس كوفيد19 مثله مثل غيره قبله، ومع الحجر لربما ستكون هناك خطورات أخرى سيواجهها الإنسان بعد الانتهاء من أزمة كورونا والخروج إلى العالم الخارجي المقفول حاليا، فهناك توقعات نسبية بزيادة حالات الإصابة بالسكري، الضغط، الكولسترول، لانعدام الأنشطة الحياتية الخارجية والبقاء في البيت مع الأكل الكثير وقلة الحركة خاصة ممن يتبعون نظام الطلبات الخارجية والوجبات السريعة! وأيضا التقارب الودي بين الأزواج والحصول على الوقت الأُسري الذي لم يكن متوفراً سابقاً سيثمر بزيادة نسبة الكثافة السكانية المستقبلية!

ونخرج من هذه الفكرة التي استولت على المساحة الكتابية والقابلة للتوسع! وندخل إلى فكرة العالم والدول بعد كوفيد19؟!

اتوقع أن البشرية ودول العالم قد أخذت درسا من كوفيد19، وعلى كل دولة وضع الخطط الاستراتيجية الطبية الوقائية وصناعة الأدوية والمنتجات الطبية لمستقبلها بنفسها، والإهتمام بإنتاج مختلف أنواع الغذاء محليا، وعدم الاتكال على النفط وعلى الصين!

وأخيرًا على هامش المقال، أوجه نداء إلى الجهات الحكومية المسؤولة برجاء سن قانون لحماية الموظف، وتوفير صناديق تأمينية للمؤسسات والشركات لحالات النوائب، لتمنعهم من المساس بإجازات ورواتب الموظفين كما هو حاصل الآن مع أغلب موظفي القطاع الخاص.