السفير الباكستاني لدى مسقط: 272 ألف باكستاني ينعمون بكرم ضيافة العمانيين

 

 5000 سنة من العلاقات الراسخة بين سلطنة عُمان وجمهورية باكستان

 

مسقط - الرؤية

بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية باكستان الذي يوافق 23 مارس من كل عام، وجه سعادة السفير ك.ك أحسن واجان -السفير فوق العادة المفوض من قبل فخامة الرئيس الدكتور عارف علوي رئيس جمهورية باكستان الإسلامية المعتمد لدى السلطنة- رسالة أكد من خلالها عمق الروابط الوثيقة بين البلدين.

وقدم سعادته خالص التعازي لوفاة الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، وقال في رسالته: حولت قيادته خلال العقود الخمسة الماضية سلطنة عُمان إلى منارة للسلام وصنعت دولة حديثة ومتطورة. وأوضح: يقيم في السلطنة 272,000 باكستاني ينعمون بكرم ضيافة وعطاء المجتمع العُماني. وكان صاحب الجلالة الراحل قائدًا عظيمًا ذا بصيرة نافذة، وبانيًا للأمة، وصانع دولة عظيمة ومتميزة، وكان يعيش كل لحظة من أجل تطوير سلطنة عُمان والشعب العُماني بكل تفانٍ وعزم وإصرار. ووقف العالم أجمع احترامًا لجلالته كرجل صانع للسلام في المنطقة والعالم.

وكان للسلطان قابوس - طيّب الله ثراه - دوراً مهماً في تشجيع الأخوة والعلاقات الودية بين باكستان وسلطنة عُمان. وفي زيارته لباكستان عام 2001 وضع الأساس المتين لهذه العلاقة التعاونية الوثيقة. وتثمن وتقدر باكستان بعمق إسهامه - طيب الله ثراه -  في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لإدراكها أن لسياساته وبرامجه التأثير العميق على الصعيدين الإقليمي والدولي. فقد كانت سياسة عُمان الخارجية المحايدة والمتوازنة رؤية حكيمة للسلطان الراحل على مدى 50 عامًا.

وأضاف سعادة السفير في رسالته: نيابة عن حكومة وشعب باكستان وعن نفسي، أقدم أحر التهاني وأطيب الأماني لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لتوليه الحكم في عُمان في أعقاب وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه - الذي كان أخًا وصديقًا حقيقيًا لباكستان. وأرفع أكفي بصادق الدعاء لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- بدوام الصحة والعافية والعمر المديد ووفير السعادة ومواصلة التقدم والازدهار والاستقرار والرخاء في هذا البلد الطيب.

وفي المناسبة الميمونة لليوم الوطني لجمهورية باكستان الإسلامية، أعرب عن أطيب تمنياتي وتهانيّ القلبية لكل باكستاني مقيم في سلطنة عُمان. حيث يذكرنا 23 مارس بـ"قرار لاهور لعام 1940" والذي أدى في النهاية إلى إنشاء دولة باكستان.

وتتمتع باكستان وعُمان بروابط تاريخية من الصداقة والعلاقات الوثيقة. وترتبط العلاقات والروابط بقوة الإيمان والثقافة والقيم المشتركة. وكلي ثقة في استمرار نمو هذه العلاقة الوطيدة بعد تولي صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- قيادة البلاد.

ويسرني أن أذكر أنّ عام 2018 انتهى بمستوى عال وغير مسبوق من تفاعل العلاقات بين البلدين، حيث شهد 3 زيارات، منها زيارة رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، ووزير الشؤون الدينية والتسامح الديني، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، إلخ. أمّا عام 2019 سوف نتذكره باعتباره عامًا فاصلاً في العلاقات الباكستانية العُمانية إلى مسار لم يسبق له مثيل من التبادلات البرلمانية والسياسية والمدنية وقيادات المجتمع والدفاع لشعبينا الشقيقين.

وقد أضاف عام 2019 دافعًا مؤثرًا مع زيارة وزير الخارجية معالي شاه محمود قرشي، وبعدها زيارة رئيس اللجنة المشتركة لرؤساء هيئة الأركان الفريق أول حياة، وزيارات إلى باكستان من قبل رئيس مجلس الشورى بالسلطنة، ورئيس أركان قوات السلطان المسلحة.

وترأس معالي وزير الخارجية الباكستاني بالاشتراك مع نظيره من الجانب العُماني معالي يوسف بن علوي وللمرة الأولى اللجنة المشتركة، وتمّ عقد "مشاورات استراتيجية" وحضور حفل توقيع مذكرات تفاهم في قطاعات العمل والثقافة، في حين تم توقيع مذكرات تفاهم بين مؤسسات الدفاع خلال زيارة رئيس اللجنة المشتركة لرؤساء هيئة الأركان.

وشاركت البحرية السلطانية العُمانية في التدريبات متعددة الجنسيات "أمان" التي استضافتها البحرية الباكستانية. كما زار المدير العام للأمن البحري مسقط خلال شهر فبراير 2019، وشهد ممثل للقوات المسلحة العُمانية العرض العسكري لـ"يوم باكستان".

وقد شهد العام الجاري زيارة معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية العُماني لباكستان، كما تمّ توقيع مذكرة تفاهم في مجال الشؤون البحرية وتبادل المعلومات بين سلطنة عُمان وجمهورية باكستان الإسلامية.

واختتم سعادة السفير رسالته بقوله: أعرب عن امتناني لما قدمه جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه - من حسن وكرم الضيافة لأكثر من 270 ألف باكستاني مقيم خلال عصر النهضة المباركة. وأشكر حكومة سلطنة عُمان على حسن وطيب تعاونها وكل العُمانيين على الأخوة التي توثق المعنى الحقيقي لـ5000 سنة من العلاقات الراسخة والوثيقة والمتجذرة.

تعليق عبر الفيس بوك