كورونا.. ومسؤولية المواطن

هود بن محمود الدغيشي

بين عشيةٍ وضحاها، بات العالمُ أجمع يُواجه خطرًا غير مسبوق، اجتاح الكرة الأرضية دون سابق إنذار، والمتمثل في ظهور فيروس الكورونا (كوفيد 19)؛ مما دعا الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لوصف فيروس كورونا بأنه جائحة.

لذلك؛ فمن الطبيعي أن تُعلن جميع دول العالم حالة الطوارئ نحو وقف انتشار هذا الفيروس الخطير، وسلطنة عُمان كبقية المجتمعات العالمية الأخرى، حريصةٌ في التكاتف مع بقية دول العالم لوقف انتشار هذا الوباء؛ وذلك بعد التوكل على الله، ومن ثم تطبيق الخطة التي تُديرها اللجنة العليا المعنية بمتابعة تطوُّر فيروس كورونا، التي جاء تشكيلها بأمر سامٍ من لدن مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مما يُؤكد حرص الحكومة على توفير السلامة والصحة لجميع المواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة، والحقيقة أن اللجنة العليا المتابعة لهذا الموضوع لن تستطيع تحقيق أهدافها إذا لم يكن هناك تعاون بين الجميع.

إنَّ المسؤولية الوطنية التي دائماً ما يُنادي بها الجميع، والمتمثلة في حب القائد والوطن والحفاظ على أمنه واستقراره، وكذلك احترام الأنظمة والقوانين والتصدي للشائعات المغرضة...إلخ، أصبحت هذه المواطنة اليوم محل اختبار للمواطن الغيور على وطنه والمحب لصحة وسلامة أفراد مجتمعه، إنَّ التعامل مع وقف انتشار فيروس كورونا أصبح مقياساً لمعرفة حقيقة المواطنة التي يجب أن تكون موجودة في شخصية كل مواطن غيور، ومتعاونًا مع الجهود التي تبذلها مختلف المؤسسات نحو وقف انتشار هذا الابتلاء الذي حل على الأمة البشرية، وكذلك في التعاون مع تطبيق القرارات التي أعلنتها اللجنة العليا بهدف تحقيق خطة وقف انتشار الوباء في المجتمع العماني بإذن الله تعالى، وما تعطيل المدارس لمدة شهر كامل إلا غاية يأمل المختصون من خلالها الوقاية من انتشار هذا الفيروس، مما يتطلب من جميع أولياء أمور الطلاب تحقيق هذه الغاية، وذلك بتوعية أبنائهم وإرشادهم بعدم الذهاب إلى التجمعات البشرية، والبقاء قدر الإمكان في المنزل حفاظاً على صحتهم وسلامتهم، وتوجيههم نحو استذكار دروسهم ومراجعتها من خلال استغلال هذه الإجازة الطويلة، وعدم تركهم فقط يمارسون اللعب أو النوم الطويل، وكذلك الاستجابة لبقية القرارات التي تدعم وقف انتشار الفيروس، كإلغاء صلاة الجمعة التي جاءت طاعة لأمر ولي أمرنا مراعاة لمصلحة الناس ودرء الضرر عنهم وعلينا السمع والطاعة، وكذلك وقف المناسبات الاجتماعية كالأفراح والعزاء وإغلاق المتنزهات والحدائق، ووقف اللقاءات الجماعية والمحافظة على النظافة الشخصية ونظافة وتعقيم المكان.

إن المرحلة الحالية التي يمر بها الوطن تتطلب من الجميع وجود وتحمل المسؤولية الوطنية، يجب أن نتعاون ونتعاطف مع الجنود البشرية التي تقوم بمتابعة الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس أو التي يقومون بوضعها في الحجر الصحي، وكذلك التعاون مع المؤسسات المختلفة المعنية بالموضوع والوسائل الإعلامية التي تقوم بالتوعية بخطورة هذا الوباء، وأن تتوقف جميع الرسائل والمقاطع السلبية والهزلية والفكاهية التي يبعثها أفراد المجتمع في مواقع التواصل الاجتماعي حول فيروس كورونا، كذلك يجب أن تتوقف حملة التسابق في نشر الأخبار، خصوصاً المشبوهة أو التي لا تستند إلى مصدر، إضافة لوقف ظاهرة الفتاوى التي أصبح يقوم بها غير أصحابها، يجب أن ننصح بعضنا البعض نحو التوجه والتضرع لله سبحانه وتعالى لكي يرفع عنا هذه الغمة ويبعد عنا وعن كافة مجتمعات العالم هذا الابتلاء، كما أنه من الضرورة أن يدرك الجميع أهمية تطبيق كافة القرارات التي أصدرتها اللجنة العليا في هذا الخصوص تحقيقا للمصلحة العامة، وأخيراً على الجميع أن يترك وضع التعليمات والقرارات الواجب علينا الاستماع لها واتباعها على اللجنة المكلفة بهذا الأمر، وفي المحن والأزمات تعرف حقيقة المسؤولية الوطنية من عدمها، فكن (أخي/أختي) خيرَ من يُعين الوطن ويُدرك هذه المسؤولية الوطنية، وتذكَّر أن بقاءك في منزلك هو وقاية لك ولعائلتك.

تعليق عبر الفيس بوك