"جارديان": "كورونا" يفجر مخاوف ترامب على مصالحه الشخصية لا على صحة الناس

◄ قبل تفشي "كورونا".. ترامب رفض تعيين 700 موظف في إدارة الفيروسات والبكتيريا

ترجمة- رنا عبدالحكيم

في مؤتمر صحفي تزامن مع إعلان حكام ولايات أمريكية إغلاق الحانات والمطاعم، وارتفاع أعداد ضحايا "كورونا" في إيطاليا، أمضى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيدًا من الوقت في الثناء على قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة، فضلا عن إشادته بكبار تجار التجزئة من الشركات لإبقاء الأمريكيين مُجهزين جيدًا، والتفاخر  بارتفاع الأسهم في بورصة وول ستريت، لكنه من المدهش أنه لم يتطرق إلى معالجة المخاوف الصحية للشعب الأمريكي.

وبحسب مقال بقلم آدم جافني نشرته صحيفة ذا جارديان البريطانية، فإن رد ترامب لم يعكس فقط عدم الكفاءة في الإدارة، لكنه أيضا برهن عما تعانيه إدارته من "رجس سياسي".

فمهما كانت خطوات إدارته غير متناسقة، فقد أوضح ترامب أنه يرى هذا الوباء بشكل رئيسي على أنه تهديد للسوق والمصالح الشخصية للأثرياء (وما يرتبط بذلك من مستقبله السياسي الخاص)، وليس للأشخاص الذين ستهدد حياتهم أو تقضي عليها.

"استرخ، نحن نقوم بعمل رائع، كل شيء سيمر". بالكاد تتطابق هذه الكلمات مع الواقع، يغلق كوفيد-19 دولًا بأكملها في جميع أنحاء أوروبا. وكانت المستشفيات الأمريكية تلغي العمليات الجراحية الاختيارية للتحضير لارتفاع محتمل في المرضى الحرجة.

لقد قوض ترامب وحلفائه في الإدارة الأمريكية البنية التحتية للصحة العامة في البلاد قبل وقت طويل من ظهور الفيروس التاجي وهي حقيقة تلقي بظلالها اليوم. فعلى سبيل المثال، وقع ترامب على أمر تنفيذي في يناير 2017 بتجميد توظيف عمال اتحاديين، مما تسبب في شغور 700 وظيفة في مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)؛ وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن بعض هذه الوظائف كانت في قسم رئيسي "ينظم التعامل مع بعض من أخطر البكتيريا والفيروسات في العالم ويدير مخزون البلاد من الإجراءات الطبية المضادة الطارئة".

وفي نفس العام، نجح ترامب والجمهوريون في الكونجرس تقريبًا في تمرير مشروع قانون كان من شأنه أن يفسد برنامج Medicaid- والذي كان سيقضي أيضًا على صندوق الوقاية والصحة العامة، مصدر 12% من ميزانية مراكز السيطرة على الأمراض. وكان هناك مستفيد واحد من هذه التخفيضات مستفيد؛ ألا وهي الشركات وأصحاب الثروات الضخمة، الذين كانوا سيشهدون تخفيضات ضريبية كبيرة لو تم تمرير قانون الإلغاء. وفي وقت لاحق في عام 2018، أغلق مكتب مكافحة الأوبئة في البيت الأبيض، والمكلف بالرد على تفشي أمراض مثل "كوفيد-19"، وجرى الإغلاق دون وضع هيكل قيادة في مكانه.

وعزز الرئيس دعمه لسوق الأسهم بدون أساس منطقي، بينما قدم تأكيدات خادعة بشأن الصحة العامة، فقد غرد على تويتر في 24 فبراير قائلا: "فيروس كورونا، تحت السيطرة إلى حد كبير في الولايات المتحدة الأمريكية... بدأت سوق الأسهم تبدو جيدة جدًا بالنسبة لي!".

وعاجلاً أم آجلاً، سوف يدرك ترامب أنه لا يستطيع أن يتخبط في طريقه، فالفيروسات محصنة ضد الدعاية الترامبية، وقد ينتشر كوفيد-19 بغض النظر عن جشع ترامب. فبدءًا من محاولته القضاء على Medicaid لتمويل التخفيضات الضريبية للأغنياء في عام 2017، إلى استجابته المهووسة بسوق الأوراق المالية مع تفشي "كوفيد-19" في عام 2020، وضع ترامب وشركائه مصالحهم الذاتية فوق حياة الناس العادية.

تعليق عبر الفيس بوك