الأطباء بأوروبا يكررون أخطاء زملائهم في ووهان.. فما الحل؟

◄ يجب على الجميع أن يأخذوا الأمر على محمل الجد وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة ويغيرون سلوكهم ويتحلوا بالمسؤولية

◄ دراسات تكشف شفاء جميع الأطفال من "كورونا".. والرضع لم تظهر عليهم مضاعفات

ترجمة- رنا عبدالحكيم

بينما تتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" في أنحاء أوروبا، مقارنة بالوضع في الصين، يرى الأطباء في ووهان- المدينة الواقعة في وسط الصين حيث ظهر المرض لأول مرة- علامات مقلقة على أخطاء يرتكبها الأطباء في أوروبا.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج الإخبارية، فإن من بين هذه الأخطاء ومن أهمها عدم توفير الحماية الكافية للأطباء والأطقم المساعدة، مما يتسبب في زيادة معدلات الإصابة بين الأطباء والممرضات. ففي ووهان، تسبب عدم فهم المرض ونقص معدات الحماية في الأسابيع الأولى في تفشي المرض خلال يناير وأصيب الآلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية أثناء علاج المرضى، ومات 46 طبيبا وممرضا على الأقل.

وقال وو دونغ أستاذ أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى كلية بكين يونيون الطبية بالصين: "يصاب زملاؤنا الأوروبيون بالمرض بسبب ممارستهم اليومية، والنسبة مشابهة تمامًا للوضع السابق في ووهان".

وإصابة العاملين في القطاع الطبي أزمة ناشئة تواجهها الدول الغربية الكبرى؛ حيث ينتشر الفيروس الآن.  وبدءًا من إيطاليا إلى الولايات المتحدة، أبلغت البلدان عن نقص في الإمدادات الطبية الواقية مثل الأقنعة في المستشفيات، في حين أن عبء المرضى المتنامي بسرعة يفوق عدد الأطباء والممرضات. والطبيعة شديدة العدوى للفيروس تعني أنه أظهر علامات على انتقاله بطرق غير عادية، مثلا أنه ينتقل من خلال العينين.

وقال دو بين مدير وحدة العناية المركزة في مستشفى كلية بكين يونيون الطبية، في مؤتمر صحفي: "في ووهان، أصيب الأطباء عبر الأذن والأنف والحنجرة والعيون بمعدلات أعلى من الزملاء في نفس المستشفيات". وأضاف: "تفسيري الشخصي هو أن هؤلاء الأطباء على اتصال وثيق بالمرضى، وهذا هو السبب الرئيسي لإصابتهم بسهولة". وتابع يقول "من المهم تعليم الأطباء وتدريبهم على كيفية حماية أنفسهم".

تحديد أولويات الاختبار

وعلى عكس الأوبئة السابقة مثل عام 2003 الذي شهد ظهور فيروس سارس، فإن الفيروسات التاجية تسبب فقط أعراضا خفيفة أو حتى لا تظهر على بعض الأشخاص المصابين في البداية، مما يعني أنهم ينشرون الفيروس دون علم الآخرين. وقال الأطباء إن إدارة اختبارات الحمض النووي، التي تحدد التسلسل الجيني للفيروس في عينات المرضى، أمر ضروري.

وقال دو "اختبر.. اختبر.. اختبر.. بصرف النظر عن الاختبار، ليس لدي أي فكرة عن كيفية تحديد الحالات المشتبه فيها، وكيفية عزل جهات الاتصال القريبة".

وأصبح الاختبار مقياسًا لكفاءة الحكومات حول العالم وامتحانا لأنظمة الرعاية الصحية فيها. وتواجه حكومة الولايات المتحدة غضبًا عارما واسع النطاق بسبب بطء طرح الاختبارات، في حين يتم انتقاد الدول من إندونيسيا إلى الهند لعدم اختبارها للأشخاص على الإطلاق.

كوريا الجنوبية، التي سجلت ثاني أكبر عدد من الحالات في آسيا، سيطرت على الوباء بشكل كبير، من خلال اختبار عشرات الآلاف من الناس يوميا.

الكبار والصغار

وقال رئيس منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي إن الأكثر عرضة للخطر من يتجاوزون الـ60 عاما، لكن يمكن للفيروس أيضا أن يصاب الأطفال، موضحا أن بعض الحالات قاتلة.

وبحسب دراسة نشرت في دورية "نيتشر ميديسن" أجريت على 745 طفلاً و3174 بالغًا، فإن البالغين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض 2.7 مرة. وكان معظم الأطفال المصابين على اتصال وثيق بالمرضى المؤكدين أو كانوا جزءًا من العائلة.

وقال دو إن غالبية الأطفال المصابين لديهم أعراض خفيفة فقط، وقد نجا جميعهم حتى الآن. وفي مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، أظهرت دراسة أخرى أنه من بين 9 رضع، لم يكن أي منهم يحتاج إلى رعاية مكثفة أو ظهرت عليه مضاعفات شديدة.

نهج الصين

وقال الأطباء إنه يبدو لهم أن تفشي المرض في الصين قد انتهى، لكن البلاد لا تزال بحاجة إلى توخي الحذر. وقال دو "حتى في ووهان، يجب أن نظل يقظين، وعلينا أن نستعد للحالات المتفرقة والحالات المستوردة في المستقبل".

وتقدم الصين الآن المساعدة إلى البلدان المتضررة الأخرى. وفي الأسبوع الماضي، هبطت طائرة صينية تقل أطباء وممرضين ونحو 30 طنا من الإمدادات الطبية في إيطاليا.

وقال وو "لكل دولة وضع خاص بها، نحن لا نقول إن هذا هو النموذج الصيني ويجب اتباعه، فنحن نحترم تمامًا أن الدول تتخذ إجراءاتها الخاصة، لكن يجب على الجميع أن يأخذوا الأمر على محمل الجد، وأن يتخذوا الإجراءات اللازمة، ويغيرون سلوكهم، ويتحلوا بالمسؤولية".

تعليق عبر الفيس بوك