كيف تسجل هدفا في "كورونا"؟

 

 

المعتصم البوسعيدي

مدخل: "ليست المشكلة أن نعلِّم المسلم عقيدة هو يملكها، وإنما المُهم أن نرد إلى هذه العقيدة فاعليتها وقوتها الإيجابية وتأثيرها المجتمعي" - مالك بن نبي

 

ركلة البداية: إنَّ الحياة بلغةِ الرياضة تُعتبر مُباراة حاسمة للإنسان، يجب الإعداد لها وإحكام خطتها، واستغلال مهارات التكتيك والتكنيك؛ لهزِّ الشباك وتسجيل أكبر قدر من الأهدافِ، وتتويج جهودكم بالفوزِ المُستحق.

 

قوة المنافِس: لا شكَ أنَّ مُنافسَك في المُباراةِ صعبٌ للغاية، ويملكُ لاعبينَ من الصفِّ الأول، وقد ظهر أحدهم -مؤخراً- باسمِ "كوفيد 19". مُنافسٌ شرس وفتاك، أغلقَ كل مفاتيح الفوز، وباتَ المُتحكم في سيرِ المُباراة، لذا فإنَّ منافسته تتطلب الحد من خطورتهِ أولاً، ومن ثم التفكير بالتغلُّبِ عليه.

 

روح الفريق الواحد: يَكمنُ سبيل التغلب على "كوفيد 19" في الإحساسِ بالمسؤوليةِ من الجميع، واللعب بجماعيةٍ مُتكاملة، والاستماعِ إلى المُدربِ والقائد، وتنفيذ الخطة بحذافيرها، فقد نجحَ غيرُنا في ذلك وفشل آخرين بهذه الميزة لا سواها.

 

الهجمات المُرتدة: أحد أهم الأسلحة؛ الهجمات المُرتدة التي يجب الحذر منها والتعامل معها بوعي أكبر، وإيقاف البطولات الآن حلٌّ جزئي، وحسمها يجب أن يكون بالتضحيةِ وتغليب المصلحةِ العامة، وبتوافقٍ كبير وعادل، ولو بشكل نسبي إن تطلب الأمر، فنحنُ أمام اختبار كبير في مجموعةٍ من القيمِ والمبادئ، لذلك "فالهجوم خير وسيلة للدفاع" تنطوي على أفكار مُتعددة وربما مُبتكرة، ومباراة كهذه تحتاج للاعب الماهر المُبتكر "ورونالدو دا ليما" مثال يجب استنساخ النسخة الأفضل منه!!

 

صانع اللعب: تتمَحور الخطة حول صانع اللعب؛ فهو المُحرك وفكاك العُقد كما يقال، وخير من يُمثل هذا الدور اللجنة العُليا التي تُدير الأزمة الحالية، وقد حظيت بثقةِ المقام السامي -أعزه الله- ونحن نتحرَّك وفق مُتطلباتها؛ حيث إنها أفضل الحلول للوصولِ إلى المرمى.

 

رأس الحربة: لا رَيب أنَّ الطواقم الطبية بكُلِ مكوناتِها رأس الحربة الذي نعتمد عليه، نثق فيهم، ندعمهم، ونساندهم حسب قدراتنا، وبكل ما نستطيع -حكومةً وشعباً ومُقيمين- وحتى اليوم هم يسجلون جميع الأهداف المُمكنة، لذا فمسؤولياتنا ترتفع نحوهم بشكل مطرد.

 

الفوز: الرِّهان على الفوز أمرٌ حتمي لمن يُريد الانتصار، وفريقنا العُماني مُتوشح بإرثهِ العظيم قادر على ذلك، الإيمان المُطلق بالابتلاءِ الرباني وعدالته لا تكفيهِ أكُف الدعاء؛ بل العمل وفق مُقتضياته باتخاذِ الأسباب "ونفر من قدر لله إلى قدر لله"، والوعي التام بسُبلِ الوقايةِ والتعامل مع المرض، واستغلال الوقت الفائض الذي أحدثته هذه الجائحة بأفضلِ الخيارات، وفيما يتعلق برياضتنا فهناك فرصة للتفكيرِ الجدي لما لنا وما علينا، وفي بنيتنا التحتية وسلوكنا الإداري، ومواردنا المُستنزفة، وخططنا المُتعرقلة والمُعرقلة، والخروج من عباءةِ الزمن إلى زمنٍ يتعامل مع الرياضة كموردٍ وليست ترفيها، وكإنجازٍ وليست مُمارسة مُجتمعية فقط.

 

مخرج: "إن قوَّة الفكر قادرة على إحداثِ المرض والشفاء منه" - ابن سينا