حياتنا بين حارث أو وراث

 

 

إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي

 

عندما يعيش جيلٌ من البشر في زمان ما فإنَّ مخيلته تعكس الرؤيا للحياة بشكل عام على وقع تلك المرحلة من عمر الزمن وقد يكون جيلٌ آمن رغد العيش أو عكس ذلك فإذا كانت تلك المرحلة كما يتمنى ويحلم أي إنسان فإنَّ ذلك من المؤكد أن له أسباب وهذا أقرب إلى التشبيه بالمثل العماني بين حارث أو وارث فإذا كان وارثاً فهو أقل دراية بأمر الصرفة وإن كان حارثاً فهو الذي أسس ويعلم قيمة كل شيء ولكن وبشكل عام فإنَّ استمرار الحياة بالشكل الذي نتمنى هو أمر معقد وليس بالسهولة التي ينظر إليها الكثير من الناس وقد تكون جميلة بمجرد تغيير شكل إداري أو غير ذلك، وإنما الأمر هو العمل بل والإخلاص في العمل وبنظرة جماعية مكملة لدائرة من العطاء ومن الجميع دون أي استثناء، وهذا الأمر بحاجة إلى موسوعات فكرية للحديث عنه وتفصيله.

عندما أحاول أن أوضح دوماً أن حياة أي شعب وعلى مستوى العالم لها خصوصية ومُعطيات ومقومات فإني أعني بذلك أننا في عُمان ولكي تستمر حياتنا كما نتمنى فإنِّه ليس بالضرورة أن نذهب إلى التقليد فيما يقوم به العالم من حولنا وعلينا أن نعمل به فلكل مصلحته وخصوصيته ومعطياته ومتطلباته، فمثلاً قد لا نعلم القراءة والكتابة ونتركها للمنزل ونعلم السلوك قد لا نجمع الطلاب في صفوف متشابهة وإنما بالصفة العلمية وتوجه الطالب قد نلغي الوزارات نهائياً ويكون العمل آلياً والكثير من الجوانب التي تجعل منِّا دولة منتجة تستمر في رفاهية العيش وإلى مالانهاية من خلال الاستفادة من كل نقاط القوة على مستوى الوطن.

في الوقت الراهن يتعرض العالم لتأثير الفيروس كرونا نسأل الله السلامة لكل خلقه ومع ذلك ظهرت بعض المناقشات والمقترحات والآراء ومنها التعليم عن بعد فالسؤال كم هي القوة البشرية الخاصة بالتعليم من المعلمين والإداريين وغيرهم، والسؤال الآخر ماذا يقدمون وإني دون أي عناء للفكر فهم من أكثر الفئات العاملة اجتهاداً وعملاً وإنتاجية نظراً إلى ارتباطهم بمواعيد وحصص ومناهج واختبارات ومن ناحية أخرى هم الأكثر عدداً في كل حكومات العالم فماذا لو أن هذه القوة البشرية الراقية فكراً والذين حقاً أنا واحد ممن يفتخر بهم وبجهودهم العظيمة إلى جانب إنتاجي عيني آخر وأوجدت وسائل متطورة تقنياً في الجانب التعليمي وطبعاً ليس الجميع ولكن لو افترضنا حصة لغة إنجليزية في مدرسة بها أكثر من فصل وتمت المحاضرة عن طريق الفيديو وبأساليب ابتكارية راقية فبدلاً من الأعداد الحالية يمكن أن تكون أقل ولأن المعلم من أفضل وأرقى فئات المجتمع لأن الجميع أساساً هم صناعة المُعلم فيمكن توجيه أعداد كبيرة منهم في مجالات إنتاجية لرفد الأوطان بما تحتاجه من اقتصاد قوي أكثر إنتاجاً مما هو عليه اليوم وأقل إتكالية وعندما تتبلور الأفكار وتبدأ عجلة الاقتصاد بالنمو الفعلي فيُمكن توجيه فئات أخرى وبأساليب متطورة إلى ميدان العمل الأكثر إنتاجية والتقليل من تكديس القوة البشرية بأعداد هائلة في مكان ما يُمكن للتطور التكنولوجي أن يكون بديلاً فعالاً ومنتقى وأكثر تلاؤماً وسيطرة.

 

تعليق عبر الفيس بوك