ربّ ضارة نافعة

يوما إثر يوم يضرب العمانيون أروع النماذج والأمثلة، ويثبتون أنّه من بين ركام حالة الذعر والفوضى التي أصابت العالم جراء فيروس كورونا يمكن أن تنبت زهرة وإشراقة جدية، فالعمانيون لم يفهموا قرار تعليق الدراسة في كافة المؤسسات التعليمية بالسلطنة لمدة شهر كإجراء احترازي لمجابهة الفيروس؛ على أنه استكانةً وراحةً، بل اعتبروه بداية لمرحلة جديدٍة؛ ترجمتها وزارة التربية والتعليم عبر قرارها باستكمال الدراسة عن طريق "التعليم عن بُعد".
وقد كان تليفزيون سلطنة عمان عند الموعد حين مارس دوره التنويري والمعرفي، فشرع في بث الدروس على "قناة عُمان مباشر"، بجانب بثه سلسلة أخرى من الدروس التعليمية عبر قناة عمان الثقافية.
إنّ الخطوة من شأنها أن تكون تجربة عملية على التخلي عن الحقيبة المدرسة التي تنوء بحملها ظهور أطفالنا والاتجاه إلى نظام "التعليم الإلكتروني"، كما يفتح الباب أمام رقمنة المناهج الدراسيّة في ظل تطورات الثورة الصناعية الرابعة. ويعد الأمر أيضا تجربة عملية لسير العملية التعليمة وقت الكوارث والأنواء؛ فقط نحتاج لترسيخ التجربة وتعميمها بتوفير المعينات من أجهزة لوحية، ومشغلات إنترنت وغيره؛ لاسيّما لشريحة الطلاب ذوي الدخل المحدود.

تعليق عبر الفيس بوك