من ظلام المخدرات إلى نور الحياة..

رحلة علي جعفر من الإدمان إلى "الإرشاد" والدراسة بالجامعة

 

جعفر: المخدرات دمرت حياتي.. وعلاجي استغرق عامًا ونصف العام

  •  أعمل الآن مرشد تعافٍ وأنصح الشباب بالابتعاد عن هذا الدرب

مسقط – محمد قنات

ساقته الرغبة في التجريب إلى الإدمان، بدأها بالكحول، مرورًا بتعاطي المخدرات والهيروين، لتتحول حياته إلى جحيم، بعدما كان شابًا في مقتبل العمر وأمامه العمر يصنع لنفسه ولمن يحب الكثير ويحقق طموحاته صارت حياته كابوسًا.

علي جعفر، الذي نشأ في أسرة ملتزمة دينيا ومحافظة على عادتها وتقاليدها، وكما حالهم عاش هو قبل أن يتبدل الحال ويدخل عالم الإدمان المظلم.

 يروي علي "للرؤية" أنّه بعد توظيفه في إحدى المؤسسات الحكوميّة، وأصبح يمتلك راتباً شهريا تعرف على عدد من الأصدقاء الذين جملوا له عالم الكحول فارتاد بصورة منتظمة الفنادق والمراقص الليلية، وتحول إلى مدمن للخمور، ومنه إلى عالم الحشيش والهيروين وجميع أنواع المخدرات.

ويقول علي: "دخلت السجن أكثر من ثلاث مرات وأدخلت أسرتي في كثير من المشاكل والمتاعب ففقدوا الثقة فيّ بعدما فشلوا في إصلاح حالي وإخراجي من طريق الإدمان، فابتعدت عن المناسبات الاجتماعية وانعزلت وأصبح كل همي التعاطي ولم يعد لي أي دور مؤثر في الحياة، حتى زوجتي قررت الانفصال عني والابتعاد حفاظًا على ابني وتكاثرت المصائب فوق رأسي.

وأضاف علي: "سخّر لي الله عددا من الشباب الذين تحدثوا معي عن ضرورة التوقف وترك المخدرات وأرشدوني أن أشد الرحال إلى المملكة العربية السعودية والدخول لمشفى يساعد على تعافي المدمنين من مختلف دول الخليج العربي، وجلست عاما ونصف العام أتلقى العلاج ثمّ عدت إلى السلطنة.

وتابع علي: "وأنا في المشفى التقيت بأحد أعضاء جمعيّة الحياة وهيأ لي الظروف وعملت معهم تحت مسمى مرشد وبعدها تبرع لي أحد الخيّرين لأذهب إلى مصر، حيث درست مبادئ الإرشاد عن طريق دورات وورش متعددة، لأعود بعدها إلى السلطنة وأعمل بمركز بيوت التعافي التابعة لمستشفى المسرة كمرشد متعافٍ من الإدمان".

وقال علي: "الآن الوضع اختلف كثيراً بعد أن تعافيت من الإدمان وأصبحت أنظر إلى الحياة من جوانب كلها تشع بالأمل والتفاؤل وواصلت دراستي التي انتهت بالصف السادس لأكمل الإعدادية والثانوية، والآن أكمل الدراسة بكلية الخليج في تخصص إدارة الأعمال، وأحمد لله كثيراً على هذه النعمة والانتقال من ظلام المخدرات إلى نور الحياة والأمل".

وأضاف جعفر: "التعافي من الإدمان مهما طالت فترته ليس بالأمر الصعب طالما كان هناك إصرار على النجاة من ذلك الطريق، وعلى الأسرة أن تقف مع ابنها فمن خلال تجربتي يمر المدمن بـ 4 مراحل علاجية تبدأ بالانسحاب والتخلي من المخدر ثم العلاج والتأهيل وتهيئة النفس ووضع أهداف للحياة وهي مرحلة تسمى بالنجاح بعدها تأتي مرحلة منع الانتكاسة، فعلى الشباب أن يتحلوا بالإرادة للخروج من ظلام الإدمان إلى نور الحياة".

 

 

 

تعليق عبر الفيس بوك