المسؤولية تبدأ من الأفراد قبل المؤسسات

سالم بن لبخيت كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

فيروس كورونا أصاب العالم بالذعر والذهول نتيجة لما سببه من عزل للدول والمدن وإيقاف شبه تام لمظاهر الحياة في مختلف دول العالم وما صاحبه من إجراءات احترازية اتخذتها الدول لمُواجهة هذا الفيروس الغامض الذي لم يعلن لحد الآن من المتسبب فيه وعدم الإعلان عن التوصل للعلاج المناسب له وبالتالي لابد من تضافر مختلف الجهود سواء الجهات المعنية التي تبذل قصارى جهدها للحد من تأثيرات هذا الفيروس أو المواطنين والمقيمين الذين يقع عليهم الدور الأكبر وهم الشريك الحقيقي والمساند لمواجهة تأثيرات كورونا.

لسنا مختصين في المجال الطبي أو العلاجي ولكن نرى أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على المواطن والمقيم من خلال التقليل من الخروج من المنزل إلا للضرورة وعدم الذهاب لأماكن التجمعات واستغلال وقت الجلوس في المنزل بأشياء مفيدة له ولأسرته فالجهات المعنية تحاول بقدر الإمكان تقليل التأثيرات المحتملة وبدون مشاركة حقيقية وتعاون ملموس من قبل المجتمع لن تفيد مختلف الإجراءات المتخذة.

إنَّ إيقاف الدراسة على سبيل المثال ليس معناه إجازة يتم استغلالها في الذهاب للمجمعات التجارية وأماكن التجمعات والحدائق والمتنزهات بحجة الترفيه والقضاء على الملل ووجود وقت فراغ بل التقليل من زيارة هذه الأماكن إلا للضرورة القصوى والمكوث بالبيت حماية للنفس وللمجتمع فمظاهر الاستهتار واللامبالاة مرفوضة تماماً ولابد أن يكون هناك حرص على السلامة الشخصية وسلامة المجتمع وقد شاهدنا العديد من الدول أعلنت الطوارئ والاستعانة بالجيش لتطبيق الحجر المنزلي حماية لأرواح الملايين من البشر وحرصًا على سلامتهم والحد من مظاهر اللامبالاة وعدم الشعور بخطورة الموقف وهنا لدينا يقين بوعي المجتمع والفرد في السلطنة والحرص على التعاون مع الجهات المعنية لمواجهة تداعيات فيروس كرونا الذي لم تسلم منه مختلف الدول.

نقطة مُهمة أخرى لابد من التركيز عليها في الوقت الحالي وهي عدم الانسياق للإشاعات المتداولة ورسائل الواتساب والاعتماد فقط على المعلومات التي ترد من الجهات الرسمية المختصة التي تبذل جهودا كبيرة للتوعية والإعلان بشكل مستمر عن مُختلف الإجراءات المتبعة والإجراءات وكل ما يختص بوضع الفيروس في السلطنة وبالتالي ضرورة عدم تصديق ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد على الجهات الرسمية المعنية لأخذ المعلومة.

ويُعد الأطفال من الفئات التي لابد من توعيتهم بشكل مُبسط ودون تخويف عن الفيروس والإجراءات والخطوات المتبعة فهذه الفئة ليس لديها الوعي الكافي ولابد من اتخاذ إجراءات وخطوات تساهم في توعيتهم بإجراءات السلامة الشخصية وإن المكوث بالبيت من الممكن الاستفادة منه بشكل إيجابي وتحفيزهم من خلال بعض الممارسات والإجراءات التي تساهم في خلق جو من المرح والفائدة للأطفال وليس عن طريق فرض هذا الإجراء بالقوة وبشكل قد ينفر الأطفال ويجعلهم سلبيين وليس مُتقبلين لفكرة الجلوس بالبيت  وبالتالي تقع المسؤولية على الأسرة في هذا الجانب مع الحرص على استغلال وقت الإجازة في أشياء مفيدة داخل البيت وليس للخروج للمتنزهات وأماكن الألعاب المخصصة للأطفال فصحة الأطفال وسلامتهم تقع على عاتق الأسرة وبالإمكان الاستفادة الإيجابية من وسائل التقنية من خلال بعض البرامج التعليمية والتدريبية المفيدة للأطفال وبالتالي الاستغلال الأمثل لهذا الوقت بشكل مفيد لهذه الفئة التي لابد من الاهتمام بها أثناء التعامل مع هذا الفيروس.

كما لابد من الإشارة إلى نقطة مهمة ونلاحظها في العديد من الأسر وهي الشراء غير المبرر للكثير من المستلزمات والأغراض بشكل مبالغ فيه للتخزين والخوف من نفاذها من الأسواق وبالتالي نتمنى عدم التهويل والشراء وفق الاحتياج الفعلي مع أهمية متابعة الجهات المختصة ومراقبتها للأسواق لعدم ضمان زيادة بعض أسعار السلع مع إبلاغ المستهلك للجهات المختصة في حال ملاحظة قيام بعض المحلات بالمخالفة وزيادة الأسعار.

ختاما.. هي مجرد فترة من الزمن تتطلب تضافر مختلف الجهود والمساهمة الإيجابية من قبل المجتمع مع الجهات المختصة للتعامل مع هذا الفيروس ونسأل الله السلامة للجميع وحفظ الله عُماننا الحبيبة وكافة الدول من مخاطر الأوبئة والأمراض التي تتطلب منِّا الرضا بقضاء الله وقدره والأخذ بالأسباب وعدم اللامبالاة وتحميل الجهات المسؤولية دون تحمل الفرد لمسؤوليته ودوره تجاه التعامل مع هذه الأزمات وأخذ المعلومة من مصدرها الرسمي وليس مصادر غير موثوقة أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.