هلع "كورونا" يجتاح العالم

 

مسعود الحمداني

Samawat2004@live.com

 

العالم يعيش كارثة حقيقية، حيث كورونا أو "كوفيد 19" يفتك بالبشر، ويجتاح الكرة الأرضية بسرعة شديدة، ويضرب اقتصادات الدول في مقتل، ويستبيح الأماكن، ولذلك تأهبت دول العالم كلها لمُكافحة هذا الوباء القاتل، ورصدت الأموال، وسخّرت إمكانياتها للتقليل من آثار هذا المارد على كوكب الأرض، وبينما يعمل العالم المتقدم على قدم وساق عملية بحث مضنية لإيجاد مصل يُساعد على القضاء على هذا الوباء، سخّر البعض السياسة بشكل ساذج لخدمة مصالحه، حيث اتهم بعض الإعلاميين دولا بعينها ـ تناصبها العداء بالطبع ـ بالتسبب بنشر المرض!

وقام البعض الآخر بالتقليل من شأن الفيروس القاتل، وأصبح الكثيرون أطباء بين يوم وليلة، يفتون بتناول بعض الأطعمة، وعمل بعض الخلطات الشعبية، وذلك سيقضي ـ من وجهة نظرهم ـ على الوباء!

واتخذت دول كثيرة إجراءات احترازية صعبة وقاسية أحياناً للسيطرة على تفشي الفيروس، فدولٌ أغلقت مطاراتها، ودولٌ علّقت الدراسة، وأخرى أقفلت مجمعاتها التجارية، ودول منعت ارتياد المساجد وصلوات الجماعة، بل وأُغلق الحرم المكي في وجوه المعتمرين تحسبّا لأي طارئ، وأصيب- وسط هذا الهلع- رؤساء دول وحكومات وساسة ووزراء وأثرياء وغيرهم بالفيروس، والدائرة تتسع، بينما قلّلت دول أخرى من آثار هذا الوباء، بل إن بعض الدول أنكرت وجود حالات مصابة لديها، إلى أن فضحها الواقع، وكشف عن حجم دمار شامل فيها، واليوم أصبحت الإصابات تعد بالآلاف، والوفيات في ازدياد، مع تداعيات اقتصادية كارثية في الدول المعتمدة على مصدر دخل واحد، كالدول النفطية، والدول السياحية.

وفي السلطنة صدرت أوامر سامية بتشكيل لجنة عليا للتعامل مع فيروس كورونا "كوفيد 19"، ومتابعة تطورات هذا المرض القاتل والذي لم تشهد له البشرية مثيلاً منذ ما يزيد على قرن، وأعلنته منظمة الصحة العالمية ـ مؤخراـ وباء عالميا، واتخذت اللجنة المشكّلة (المذكورة) عدة إجراءات احترازية، منها: إيقاف التأشيرات السياحية، وتعليق السفر إلى الدول الموبوءة، ومنع دخول السفن السياحية للسلطنة، ووقف جميع الأنشطة الرياضية والأنشطة غير الصفية بالمدارس، واقتصار حضور جلسات المحاكم على المعنيين، ومنع تقديم الشيشة خلال هذه الفترة، كما قدمت اللجنة عدة نصائح للمواطنين والمقيمين يتم اتخاذها أثناء ارتياد الأماكن العامة، والتجمعات الأسرية لمنع انتشار الفيروس.

وبالأمس جاء قرار متوقع، وحكيم، بإغلاق كافة المؤسسات والهيئات التعليمية في السلطنة، حفاظاً على صحة أبنائنا الطلبة، وتحسباً لأي طارئ- لا قدر الله- كما أنه بات ضروريا التشديد على أصحاب محلات الحلاقة والمطاعم ومن يتعامل مباشرة مع الناس بضرورة لبس الكمامات والقفازات، وتوفير المعقمات في محلاتهم، وعدم التعامل مع الزبائن في حال إصابة أي عامل بعارض صحي، كذلك ضرورة توفير المعقمات في المجمعات التجارية، والأماكن العامة، وإطلاق حملة (فحص) عامة لكل العاملين من البلدان الأخرى المتواجدين في السلطنة..وغير ذلك من إجراءات قد تكون صارمة وقاسية ولكن لابد منها للوقاية من هذا الفيروس الخبيث، ولسلامة المجتمع ككل.

حفظ الله عمان وسلطانها وأهلها ومن فيها والعالم أجمع من كل شر وسوء ومكروه.