ترجمة- رنا عبدالحكيم
وصفت صحيفة ذا جارديان البريطانية اعتقال عدد من الأمراء في المملكة العربية السعودية بأنها "استمرار لعملية التطهير" التي بدأها منذ أن تقلد منصبه، وتأتي هذه الاعتقالات الأخيرة في إطار إحباط محاولة انقلابية مزعومة تم التخطيط لها من قبل اثنين من كبار أفراد العائلة المالكة في السعودية.
ويواجه الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان، ومحمد بن نايف الذي كان وريثًا للعرش، تهمة الخيانة بعد اتهامهم بالتآمر ضد "الوريث الطموح"، حسب وصف الصحيفة البريطانية.
وأُلقى القبض على الأمراء يوم الجمعة مما فجر حالة من الصدمة وأثار جولة جديدة من التكهنات حول حالة الملك البالغ من العمر 84 عامًا. ويرى المعارضون السعوديون المنفيون في الخارج أن إعلان الأمير محمد "يخفي دفعة وشيكة لتولي حكم البلاد". وقالت مصادر في الديوان الملكي السعودي إن التحركات ضد الأمراء اتخذت كإجراء وقائي، بعد تدهور مفاجئ في صحة الملك. ومع ذلك، رفض المسؤولون داخل المملكة العربية السعودية هذه الادعاءات بشدة. ويعتقد أن الملك سلمان قد وقّع على مذكرات الاعتقال.
ومنذ 2017، قام الأمير محمد البالغ من العمر 34 عامًا، بإزالة ما قد يمثل له تهديدات في الحكم، وعلى رأسها حبس نخبة من رجال الأعمال في البلاد في فندق ريتز كارلتون بالرياض، بما في ذلك كبار رجال العائلة المالكة، الذين تم تجريد بعضهم من مواقعهم، فيما تنازل آخرين عن ممتلكات.
واعتبر بعض النقاد عودة الأمير أحمد من لندن من منفاه على أنها علامة من أن ولي العهد مستعد للتسامح مع المعارضة وهو ادعاء رفض على نطاق واسع بعد ذلك في الداخل والخارج.
وكان يعتقد أن وضع الأمير أحمد كشقيق للملك، ودور محمد بن نايف السابق كوريث سابق، يوفر لهما الحماية. ومنذ الإطاحة به، مُنع محمد بن نايف من مغادرة المملكة وقضى معظم وقته في منزل ريفي خارج الرياض. وتمت مراقبة تحركاته وحركات مساعديه السابقين عن كثب وسط حملة موسعة على المعارضة في جميع جوانب المجتمع السعودي.
وطوال مراحل صعود الأمير محمد، ظل الملك سلمان هادئًا إلى حد كبير، فكلف الأمير محمد بتولي مسؤولية مشاريع بناء الدولة الباهظة وإعادة هيكلة المشهد الثقافي وإزالة الفوراق بين الرجل والمرأة.
واستضاف العاهل السعودي وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، في العاصمة السعودية يوم الخميس الماضي وترأس اجتماعًا لمجلس الوزراء قبل يومين، حيث ظهر في كلا الاجتماعين، وكانت صحته موضع شائعات متكررة، لكن ضيوفه أشاروا إلى أنه لا يزال يشارك في معظم الاجتماعات.
أقامت قوات الأمن حواجز على الطرق في جميع أنحاء العاصمة السعودية يوم السبت، مما أثار مخاوف من الاضطرابات في أعقاب الاعتقالات والتخمينات غير الموثقة بأن الأمير محمد قد يتولى العرش قريباً.