"وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ"

أنيسة الهوتية

210 حالات كسوف للشمس شهدها الكون في القرن العشرين، وحَسب معطيات علماء الفَلكَ فإنَّ عدد الحالات سيصل في القرن الحادي والعشرين إلى 183 حالة، انتهى منها 3 والباقي 180.

وبدارسة التقاويم الفلكية المختلفة، رَبَط علماء الفلك بعض الحالات الكونية استدلالاً لمعرفة الكوارث والأحداث المختلفة، وعلَّلوا التوقعات بأنَّ كسوف الشمس في آخر شهر من السنة الكبيسة سيكون اغتسالاً من الكوارث والنوائب، أما حدوثه في آخر شهر من السنة التي تسبق السنة الكبيسة، فإنها إشارة إلى سوداوية الأحداث في تلك السنة؛ بانتشار الوباء أو الحروب، ووفاة أو اغتيال الملوك والسلاطين، وولادة شخصيات تاريخية، والبلاء والفِتن حسب نوع الخسوف إن كان كليًّا، حلقيًّا أو جزئيًّا، ويتضاعف المتوقع السوداوي للبشرية مع تضاعف استنشاط هوائية زحل في سماء الجدي الترابي لتشكل "عاصفة رملية مجازية" مع تعامد التقويم الميلادي للسنة السابقة للسنة الكبيسة مع التقويم الهجري والهجري الشمسي. والله أعلم؛ "قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" (النمل: 65).

ونأتِي إلى التقاويم الفلكية التي يبلغ عددها في الثقافات المختلفة 32 تقويماً، وأهم 3 منها بناء على التعارف العالمي والإسلامي هي:

"التقويم الميلادي"، وهو المعتمد عليه في كل دول العالم لأغراض مدنية وعملية لتواصل المنظمات السياسية المؤسسية الأساسية، وأيضا تعرف بالتقويم النصراني أو المسيحي؛ لأنها تبتدأ من ميلاد المسيح عيسى -عليه السلام- كما اعتقد واضعها وهو الراهب دينيسيوس الصغير، وأيضا تُعرف بالتقويم الجريجوري نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر بابا روما. الذي قَومَ نظام الكبس في التقويم اليولياني في القرن السادس عشر إلى النظام المتعارف عليه حالياً، على أن التقويم الميلادي يمثل السنة الشمسية في دورةٍ كاملةٍ مع الإقامة في منازلها.

ولا نتصوَّر هنا دوران الشمس بين الكواكب والنجوم والأبراج والإقامة في تلك المنازل، إنما الأرض تدور حول الشمس سائرة في هذه المنازل والبروج حتى تكمل دورتها كاملة خلال 365 يوما، و5 ساعات، و48 دقيقة، و51 ثانية وهي مجموع أيام السنة الشمسية للتقويم الميلادي، والتي هي بالنسبة للشمس السنة الأرضية لأهل الأرض. وفي السنة الكبيسة، يُضاف يوم على منزلة القلب، وهي إحدى منازل الشمس في سماء برج العقرب؛ لذلك يُعرف أصحاب برج العقرب بأنهم قادرون على الاحتواء، والصبر، والتحمل أكثر من غيرهم.

ثانياً: "التقويم الهجري"؛ وهو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر الشهرية لتحديد الأشهر الاثني عشر للسنة، ويعرف بالتقويم الإسلامي أيضاً لأنه أساس استدلال المسلمين بشهر رمضان والأشهر الحُرُم، والحج والأعياد، وكذلك حساب عدة الأرملة والمطلقة ودفع الزكاة.

ثالثا: "التقويم الهجري الشمسي"، والمعروف بالتقويم الجلالي نسبةً لجلال الدولة ملك شاه سلطان السلاجقة، وحسابه هو مدار الأبراج الفلكية حول الشمس، والتي يكون لكل منها 30 درجة قوسیة على مسار الشمس، وتمر ببرج واحد في كل شهر شمسي؛ وبذلك فهي أدق من التقويم الميلادي؛ حيث تبلغ نسبة الخطأ فيه يوم واحد لكل 3.8 مليون سنة.

وفي القرنين الـ20 والـ21 وقع 20 كسوفاً خاتماً، منها خمسة كانت خاتمة لسنة كبيسة، وأربعة أتت تالية لها، وثلاثة سبقتها، والأخيرة عام 2019م، وقبلها عام 1983م التي تلتها 1984م مفتتحة يناير بحرب الخليج الأولى، ثم وفاة المهاتما غاندي. وقبلها عام 1927م وافتتحت 1928م بفيضان نهر التِيمز في لندن، وظهور جزيرة بركانية، ومعركة الرقعي بين القوات الكويتية والأخوان، وولادة تشي جيفارا.

أما سنة 1918م البسيطة التي توسطها كسوف يونيو وختمها كسوف ديسمبر، توفى فيها فوق 100 مليون شخص من إجمالي ما يزيد على 500 مليون أصيبوا بالإنفلونزا الإسبانية التي بلغ عدد ضحاياها أضعاف ضحايا الحرب العالمية الأولى!