ترجمة- رنا عبدالحكيم
شنت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل هجوما حادا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لما قام به من لعبة سياسية على حساب اللاجئين، وسط توترات على طول الحدود اليونانية بسبب تدفقات الهجرة غير الخاضعة للرقابة، وفق ما نشرت وكالة بلومبرج الإخبارية.
وفي الوقت الذي فتح فيه احتمال تقديم مساعدة إضافية من ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي لتركيا للتعامل مع اللاجئين المهاجرين، قالت المستشارة الألمانية إن أردوغان يرتكب خطأ من خلال تعريض حياة المدنيين للخطر. وجاءت تعليقاتها في الوقت الذي كافح فيه مسؤولو الاتحاد الأوروبي في بروكسل للتوصل إلى رد على تحريض أردوغان للاجئين للهجرة إلى أوروبا.
وقالت ميركل للصحفيين في برلين "أفهم الحكومة التركية وأعرف أن الرئيس أردوغان يتوقع المزيد من أوروبا.. ومع ذلك، أجد أنه من غير المقبول ألا يعبر الرئيس أردوغان وحكومته الآن عن هذا الاستياء لنا، نحن الاتحاد الأوروبي، ولكن بدلا من ذلك يقومون باستغلال اللاجئين، وهذه هي الطريقة الخاطئة".
وتطورت الأزمة سريعا بعد أن حرضت تركيا ملايين المهاجرين وطالبي اللجوء الذين استضافتهم على أراضيها، قائلة إنها لن تقف في طريقهم إذا أرادوا عبور الحدود والذهاب إلى أوروبا. ومع تدفق الآلاف من الأشخاص اليائسين إلى الحدود، اندلعت الاشتباكات مع قوات الأمن اليونانية التي سعت إلى وقفهم خلال الأيام الخمسة الماضية.
وقالت ميركل إنها ستواصل التحدث مع نظرائها الأتراك في محاولة لحل الوضع وستقدم الدعم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على مستوى الاتحاد الأوروبي. وفي الوقت نفسه، قررت آلية الاستجابة للأزمات في الاتحاد الأوروبي مواصلة إشراك السلطات التركية في محاولة لدعم اتفاق عام 2016 الذي أوقف تدفق المهاجرين في مقابل الحصول على مساعدات مالية.
وقال أردوغان في تصريحات نقلها التلفزيون "انتهت فترة التضحية أحادية الجانب". وأضاف "إن عدد الأشخاص الذين يتجهون إلى أوروبا منذ اللحظة التي فتحنا فيها حدودنا قد وصل إلى مئات الآلاف. وهذا الرقم سيصل قريباً إلى الملايين".
ولم يتمكن مراسلو بلومبرج على جانبي الحدود بين اليونان وتركيا تأكيد ادعاء أردوغان بأن مئات الآلاف من الأشخاص غادروا تركيا. وقدمت المنظمة الدولية للهجرة أعدادًا أقل بكثير من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في المنطقة الحدودية بين اليونان وتركيا.
وجاء تهديد أردوغان بأنه سيتوقف بشكل أساسي عن تطبيق اتفاقه مع الاتحاد الأوروبي لمنع تدفقات الهجرة، بعد أن سعى دون نجاح إلى الحصول على دعم الكتلة الأوربية لحملته العسكرية في سوريا. ولم يتوصل الاتحاد الأوروبي بعد إلى رد، مما دفع أردوغان إلى إعلان أن تركيا غير قادرة على استضافة المزيد من الأشخاص الفارين من حملة النظام السوري.
وقالت الحكومة اليونانية إنها منعت أكثر من 24000 لاجئ من محاولة عبور حدودها بين يومي السبت والإثنين، واعتقلت 183 شخصا حاولوا القيام بذلك. واحتجت أثينا مستندة إلى بند طارئ في المعاهدات الأوروبية، وطلبت مساعدة إضافية من الاتحاد الأوروبي، وعلقت قبول طلبات اللجوء، في خطوة قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها لا أساس قانونيا لها.
ووافقت وكالة مراقبة الحدود في الاتحاد الأوروبي على نشر ضباط من جميع أنحاء الكتلة لمساعدة قوات الأمن اليونانية، بينما زار رؤساء المؤسسات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي حدود البلاد مع تركيا يوم الثلاثاء، قبل اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية في وقت لاحق من هذا الأسبوع.