ترجمة- رنا عبدالحكيم
قبل يومين من بدء أعمال الشغب المعادية للمسلمين في دلهي هذا الأسبوع، قال عضو في حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنه كان ينبغي إرسال المسلمين إلى باكستان في عام 1947 أثناء تقسيم الهند، وفقا لمقال نشرته صحيفة التايم، للكاتبة الهندية رنا أيوب.
وقال جيريراج سينغ وزير الثروة الحيوانية ومصايد الأسماك في حكومة مودي: "لقد حان الوقت لتعزيز الالتزام الوطني، فقبل عام 1947، دفع محمد علي جناح نحو إيجاد أمة إسلامية في الهند، كان ذلك منذ زمن بعيد ونحن ندفع ثمنها الآن، ولو كان المسلمون ذهبوا إلى هناك وجاء الهندوس إلى هنا، لما كنا في هذه الحالة".
وبعد وقت قصير من محاولة أحد المشرعين إعادة كتابة التاريخ، وجه آخر دعوة لحمل السلاح. وألقى كابيل ميشرا وهو أحد المشرعين في حزب بهاراتيا جاناتا، خطابًا استفزازيًا في نيودلهي إلى جانب مسؤول شرطة رفيع المستوى، أدان فيه متظاهري "شاهين باغ" الذين تظاهروا ضد مشروع قانون تعديل الجنسية التمييزي الذي يهدد وجود 200 مليون مسلم في الهند. وقال إنه إما أن يقوم رجال الشرطة بإخلائهم، أو سوف نفعل ذلك بأيدينا.
وفي غضون ساعات، عمد الهمج إلى تخريب المساجد وإشعال النيران في ممتلكات المسلمين. وقتل الهندوس امرأة تبلغ من العمر 85 عامًا حرقا وهي على قيد الحياة، بينما هتفوا "جاي شري رام"، وهي ترنيمة هندوسية تحولت إلى شعار عنصري ضد المسلمين.
وتجاهلت حكومة ناريندرا مودي خطاب الكراهية من قبل عدد لا يحصى من المشرعين والوزراء في الأيام الست الماضية، حيث كانت مشغولة باستضافة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحمد آباد. وبلغ العدد الرسمي للقتلى حتى كتابة هذا المقال، 42 قتيلا، غالبيتهم من المسلمين. واستغرق الأمر ثلاثة أيام حتى يصدر رئيس الوزراء بيانًا بينما كانت البلاد تحترق.
ما يحدث ليس مفاجئا فقد حدث من قبل في عام 2002، وتعرض المسلمون للحرق أحياء. وحتى يومنا هذا، لم يعتذر مودي عن فقدان الآلاف من الأرواح تحت قيادته، ولم يتحدث إلى الصحافة حتى مرة واحدة في السنوات الثماني عشرة الماضية. وما يحدث الآن لم ينفجر بين عشية وضحاها، إذ كاتن نتيجة حملة مستمرة من الكراهية ضد المسلمين في السنوات الست الأخيرة منذ تولي مودي السلطة.
فالكراهية واضحة للغاية حتى بين كبار مساعدي مودي. فمنذ أربعة أسابيع ألقى وزير شئون الشركات أنوراغ ثاكور خطابا حاشدا حول احتجاجات المسلمين على مستوى البلاد ووصفهم بـ"الخونة" وأنه "يجب إطلاق النار عليهم".
المذبحة المعادية للمسلمين في دلهي كانت حتمية، فالمسلمون في الهند ينتظرون حدوث ذلك، لكن المؤسف أن القتلى والجرحى في دلهي ينتمون إلى الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا؛ حيث العلاج والرعاية النفسية ترفٌ لا يستطيعون تحملهما. وحاليا يجمع العديد من الهيئات الطلابية والناشطين الأموال لتوفير المرافق الأساسية والأدوية لأولئك الذين دُمرت حياتهم في أعمال العنف.
ولم يقم مودي بعد بزيارة أسر الذين تحملوا وطأة عداءه السياسي، وسيظلون يعيشون في خوف، حتى إنه لم يعلن بعد عن تعويضات للعائلات التي فقدت أحبائها وأُحرقت أرزاقهم. الآن، تغادر مئات العائلات المسلمة نيودلهي إلى مدن أكثر أمانًا خوفًا من أي هجوم آخر، بينما يواصل وزراء مودي إلقاء خطابات الكراهية.