"نيويورك تايمز": أمريكا انزلقت إلى "حرب بلا نصر" في أفغانستان

ترجمة- رنا عبدالحكيم

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الحرب الأمريكية في أفغانستان بأنها "حرب بلا نصر"، مشيرة إلى اتفاق السلام الذي أبرمته الإدارة الأمريكية مع حركة طالبان، باعتبارها تذكرة خروج من القوات الأمريكية من أفغانستان بعدما ظلت هناك لفترة طويلة.

واعتبر الصحيفة في افتتاحيتها الموقف الأمريكي بأنه نهاية هادئة لصراع مرير لم يقم على رؤية استراتيجية، وانحدر إلى غموض دموي. ولم تشارك الحكومة الأفغانية في المفاوضات، وليس هناك وقف رسمي لإطلاق النار، والاتفاق ليس سوى مجرد خطوة نحو بدء مفاوضات بين طالبان والأطياف السياسية الأفغانية لتقاسم السلطة. وستأخذ أفغانستان مكانها في التاريخ الأمريكي إلى جانب فيتنام كرمز للصراع اللانهائي والتشابكات غير المجدية. وكانت أصداء حرب فيتنام مختلفة تمام الاختلاف، فقد أبرم الرئيس ريتشارد نيكسون اتفاقًا مع فيتنام الشمالية في يناير 1973 لسحب القوات الأمريكية من حرب طويلة لا داعي لها ومكلفة للغاية.

ولم يخف الرئيس ترامب نفوره من التشابكات العسكرية الأجنبية، وتعهد بإخراج القوات الأمريكية.

وبينت الصحيفة أن 2020 سنة انتخابات رئاسية، لكن يجب ألا يتم التغافل عن أن إنهاء الحرب الأمريكية كان القرار الصحيح الذي يجب اتخاذه. وخلافا للانسحاب السريع للقوات الأمريكية من شمال سوريا، فإن هذا الانسحاب لا يفاجئ أحدا. وبحلول نوفمبر، من المفترض أن يكون عدد القوات الأمريكية المتبقية في أفغانستان أقل بكثير من العدد الحالي البالغ 12000 جندي، أو على الأرجح، ستظل طالبان متمسكة بالاتفاقية للتأكد من استمرار الانسحاب التدريجي حتى تنسحب جميع القوات الأجنبية.

وعلى الرغم من عدم مشاركتها في المحادثات، إلا أن الحكومة الأفغانية كانت على دراية بها، وبموجب الاتفاق، سيواصل الأمريكيون تمويل ودعم الجيش الأفغاني. والجيش الأفغاني يعاني الفوضى بعد 18 عامًا من الوصاية الأمريكية عليه، بينما ترتع حكومة أفغانستان في الفساد والنزاعات السياسية.

ولم تكن الحرب الأمريكية في أفغانستان تهدف إلى دعم حكومة أفغانية، بل على النقيض فشلوا في إرساء نظام ديمقراطي، وأقر المسؤولون الأمريكيون من العسكريين والمدنيين أن الحرب كانت مكلفة للغاية وكبدت الخزانة الأمريكية حوالي 2 تريليون دولار على مدى 18 عامًا.

وكتب دونالد رامسفيلد وزير الدفاع وقتد اندلاع الحرب في 2003: "ليس لدي أي رؤية حول من هم الأشرار". وبعد مضي 12 عامًا وإنفاق عدة مليارات من الدولارات، قال الجنرال دوغلاس لوت وهو جنرال بالجيش خدم في إدارتي بوش وأوباما: "لم نكن نعرف ماذا نفعل".

ولا يقدم الاتفاق الذي أبرم في الدوحة، أي ضمانات بأن طالبان لن تعود إلى السلطة، وكان رد الفعل الفوري من قبل المجموعة هو إعلان "النصر". وكان الإنجاز الرئيسي للولايات المتحدة الحصول على تأكيدات بأن طالبان لن توفر ملاذاً للجماعات الإرهابية مثل القاعدة. وسيتم تكليف هيئة مشتركة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان في قطر بمراقبة الامتثال للاتفاقية.

وقال مارك إسبر وزير الدفاع، الذي كان مع مسؤولين أفغان في كابول أثناء توقيع الاتفاقية بحضور وزير الخارجية مايك بومبيو، إن "الولايات المتحدة لن تتردد في إلغاء الاتفاق".

وتختتم الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها بالقول إن من حق الأفغان إيجاد طرق للعيش بسلام، وفي الجولة التالية من المفاوضات، ستتم دعوة طالبان والمجموعات الأفغانية الأخرى والحكومة لإيجاد طرق لتقاسم السلطة ومنع عودة طالبان إلى الحكم المتشدد.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة