كوالالمبور- رويترز
أدى السياسي القومي محيي الدين ياسين اليمين الدستورية رئيسا لوزراء ماليزيا يوم الأحد بعدما اختاره ملك البلاد خلفا لمهاتير محمد.
وختمت مراسم أداء اليمين أسبوعا من الاضطرابات بدأ باستقالة مهاتير (94 عاما) في محاولة لتوطيد سلطته على ما يبدو لكنه انتهى بتهميشه وشكواه من خيانة بعد هيمنته على السياسة الماليزية لعقود.
وتعهد مهاتير بالسعي لإجراء تصويت في البرلمان للطعن في مستوى الدعم الذي يحظى به محيي الدين لكنه أقر بأنه قد يفشل.
وأدى محيي الدين (72 عاما) اليمين في مراسم بالقصر الملكي أمام السلطان عبد الله أحمد شاه ملك ماليزيا.
ويأتي التغيير في القيادة بعد أقل من عامين من انضمام مهاتير إلى منافسه القديم أنور إبراهيم (72 عاما) لهزيمة حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو الذي حكم البلاد ستة عقود وذلك استنادا على برنامج يتصدى للفساد.
ودرس محي الدين ياسين في جامعة ماليزية محلية وعمل بشركات متعددة مملوكة للدولة ودخل معترك السياسة عام 1978 نائبا في البرلمان عن دائرة باغوه في جوهور، على ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي".
وبصفته عضوا في حزب أومنو تولى العديد من المناصب منها الوزير الأول لإقليم جوهور بين عامي 1986 و1995. كما تولى مناصب مهمة في عهد 3 من رؤساء الحكومات وخدم في حكوماتهم واحداً تلو الآخر، وكان قد نجا من المرحلة الانتقالية بين مهاتير محمد وخليفته عبد الله بدوي ليعود وينجو مجددا في عهد نجيب رزاق.
وفي عهد رزاق تولى منصب نائب رئيس أومنو ونائب رئيس الحكومة، كما عمل وزيراً للتعليم وفي عهده أنهى تعليم الحساب والعلوم باللغة الإنجليزية.
وفي عام 2015 أقاله نجيب رزاق من منصبه على خلفية انتقادات وجهها لرزاق في ما يتعلق بقضية الصندوق السيادي الماليزي، كما أن موقفه من هذه القضية أدى أيضاً للإطاحة به من أومنو في عام 2016.
وفي أواخر ذلك العام أسس محي الدين حزباً جديداً هو حزب بيرساتو أي السكان الأصليين لماليزيا والذي تولى رئاسته. وقد انضم بيرساتو لاحقا إلى تحالف باكتان بقيادة مهاتير وأنور والذي فاز بانتخابات عام 2018. وهكذا ساعد محي الدين في هزيمة رئيس وزراء خدمه وإعادة رئيس وزراء خدمه في وقت سابق للسلطة. وعندما تشكلت الحكومة حصل على حقيبة مهمة وهي وزارة الداخلية.
وبعذ ذلك بفترة قصيرة ذهب إلى سنغافورة للعلاج من السرطان حيث قام رئيس حكومتها لي هسين لونغ وكبار مسؤولي الجزيرة بزيارته. وبعد شفائه عاد إلى ماليزيا لاستئناف عمله، ولكن سرعان ما بدأت المشاكل داخل باكتان. وفي 24 فبراير الجاري أعلن محي الدين انسحاب بيرساتو من باكتان والانضمام لأومنو، مما مهد لانهيار الحكومة وفقدانها الأغلبية البرلمانية. وأخيراً وبعد العمل مع 3 رؤساء حكومات صار محي الدين ياسين نفسه رئيسا للحكومة.