ترجمة- رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه في الوقت الذي اندلعت فيه أعمال العنف في الشوارع الهندية بسبب قانون الجنسية الذي يقول معارضيه إنه تمييز ضد المسلمين، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن سجل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بشأن التسامح الديني، وذلك خلال زيارة للهند استغرقت يومين.

وتجنب ترامب أي انتقاد علني لمضيفه- الذي تعتمد سيرة حياته السياسية جزئيًا على الانقسامات الدينية والثقافية- إلى جانب أي مقارنة بين سياسات مودي ومعاملته للمهاجرين المسلمين. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي "تحدثنا عن الحرية الدينية، وسأقول إن رئيس الوزراء كان مذهلاً فيما قاله لي. إنه يريد أن يتمتع الناس بحرية دينية وبقوة شديدة". وأصر مودي، الذي يقود حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي، على أن قانون الجنسية يهدف إلى مساعدة الأقليات الدينية المضطهدة في ثلاث دول مجاورة. لكن المنتقدين يقولون إنه غير دستوري وتمييز ضد الأقلية المسلمة في الهند. وقُتل ما لا يقل عن 20 شخصًا، بمن فيهم ضابط شرطة، في اشتباكات في العاصمة دلهي أثناء زيارة ترامب. وبدأ العنف عندما واجه مؤيدو قانون الجنسية معارضي القانون.

وفشل الوجود المكثف للشرطة في المناطق المتضررة في وقف العنف، لكن تم حظر التجمعات الكبيرة، وإغلاق محطات المترو في المناطق المحيطة، وظلت المدارس مغلقة أيضا. وانتشرت صور الدخان المتصاعد من السيارات والمحلات التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع. وتعرض العديد من الصحفيين للهجوم.

وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية مرارًا وتكرارًا عن مخاوفها من القمع في كشمير ذات الغالبية المسلمة بعد أن ألغى مودي نظام الحكم الذاتي للإقليم. وأثار قانون الجنسية، إلى جانب الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الهند، انتقادات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس، لكن ترامب كان يتعامل باستخفاف مع تلك القضايا.

وقال ترامب عندما سئل عن رأيه في القانون "لا أريد مناقشة ذلك... أريد أن أترك هذا للهند، وآمل أن يتخذوا القرار الصحيح للشعب".

واندلعت الاحتجاجات في جميع أنحاء الهند منذ صدور القانون في ديسمبر الماضي. ويوفر القانون مسارًا سريعًا للحصول على الجنسية للمهاجرين غير الشرعيين الذين ينتمون إلى ست ديانات، ما عدا الإسلام.

وأصدر ترامب ومودي بيانين مشتركين أشاد فيهما بالتعاون الدفاعي المتنامي بين البلدين. لكنهم أقروا بأن الصفقة التجارية بين البلدين لا تزال بعيدة المنال. وقال ترامب يوم الثلاثاء "لقد قضينا يومين رائعين حقًا في الهند"، كما وصف مودي بـ"الرجل والقائد الرائع".

وتوقع ترامب أن تكون الصفقة التجارية ناجحة وقيد التنفيذ، لكنه لم يحدد موعدًا نهائيًا. وأعرب البيت الأبيض عن أمله في وقت سابق أن يكون الاتفاق جاهزًا في سبتمبر، عندما زار مودي الولايات المتحدة. وقال ترامب يوم الثلاثاء إن الاتفاقية من المحتمل أن تتأجل حتى نهاية هذا العام، أي بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وقال مودي إنه تحدث مع ترامب عن التجارة ووافقا على "المضي قدماً ومنحها شكلًا قانونيًا". وأضاف "لقد وافقنا أيضًا على بدء مناقشات للتوصل إلى صفقة أكبر، ونحن واثقون من أن هذه الصفقة ستحقق نتائج جيدة في مصلحتنا المشتركة".