أوروبا تستنفر لمواجهة "كورونا".. وإيطاليا في وجه العاصفة

ترجمة- رنا عبدالحكيم

واجهت أوروبا أول تفشٍ لفيروس كورونا التاجي؛ حيث أدى اكتشاف أكثر من 150 حالة في إيطاليا إلى دفع السلطان لإغلاق ما لا يقل عن 10 مدن وإغلاق المدارس في المدن الكبرى وإلغاء الفعاليات الرياضية والثقافية، بما في ذلك نهاية كرنفال البندقية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الارتفاع المفاجئ- من أقل من خمس حالات معروفة في إيطاليا قبل يوم الخميس- أدى إلى تدمير الشعور بالأمان، رغم المسافة التي شعرت بها معظم القارة في الأشهر الأخيرة حتى مع إصابة الفيروس أكثر من 78000 شخص في جميع أنحاء العالم، وقتل أكثر من 2400 شخص، جميعهم تقريباً في الصين.

001_1P93BR_JPEG.jpg
 

وفي جميع أنحاء أوروبا بدأت وسائل الاعلام وعناوين الصحف والقنوات التلفزيونية في تناول التهديد المتزايد وقارنته بالتحدي الأكبر الذي واجهه القادة في عام 2015 وهو أزمة الهجرة.

وأدت هذه الزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص إلى أوروبا إلى تغيير جذري في سياسات الاتحاد الأوروبي وكشفت نقاط الضعف المؤسسية فيه. وهذه المرة، إنه فيروس غير مرئي من الخارج تجاوز حدود أوروبا. وإذا انتشر الفيروس، فإن المبدأ الأساسي المتمثل في فتح الحدود داخل معظم أوروبا- وهو أمر محوري للغاية بالنسبة إلى هوية الكتلة الموحدة- سيخضع لاختبار شاق. ففي منطقة لومباردي الإيطالية، تم إغلاق 10 مدن بعد ظهور مجموعة من الحالات فجأة في كودونو، جنوب شرق ميلان.

وأوقف المسؤولون النمساويون قطارًا في طريقه من إيطاليا إلى النمسا وألمانيا لفحص الركاب بحثًا عن الفيروس. وقال وزير الداخلية النمساوي كارل نيهمر إن الفحوصات الطبية أظهرت نتائج سلبية؛ حيث أصبح القطار "آمناً تمامًا".

وفي فرنسا، شدد وزير الصحة الجديد أوليفييه فيران، على استعداد بلاده، قائلاً إنها ستزيد من عمليات الفحص الطبي بشكل كبير.

وتلقت سفينة مساعدات- تحمل مئات المهاجرين تم إنقاذهم قبالة ساحل ليبيا إلى ميناء صقلية- تعليمات من الحكومة الإيطالية بالبقاء في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا كإجراء وقائي، وفقًا لحساب السفينة على تويتر.

ومنعت إدارة ترامب دخول معظم الرعايا الأجانب الذين زاروا الصين مؤخرا؛ حيث ظهر الفيروس لأول مرة وانتشر. واعتمدت معظم دول العالم ضوابط مماثلة، لكن استمر انتشار الفيروس، لا سيما إلى كوريا الجنوبية؛ حيث تم تسجيل المزيد من الحالات أكثر من أي مكان آخر خارج الصين. وفي الأسبوع الماضي انتقل الفيروس إلى إيران؛ حيث تم الإبلاغ عن ثمانية وفيات.

وقال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي على التلفزيون الإيطالي إن روما اتخذت الاحتياطات، بما في ذلك حظر الرحلات الجوية من الصين. وأضاف أن هذه الإجراءات يبدو أنها آتت ثمارها "حتى لو بدا الآن أنها لم تفعل". وقال إن زيادة عدد الحالات الإيطالية لا تعكس إلا قدرة إيطاليا من حيث كشف الحالات.

زفي العاصمة الإقليمية لميلانو، أغلق المسؤولون المتاحف والمدارس وكاتدرائيتها ولغوا المناسبات الدينية والثقافية. وتم إغلاق العديد من الأماكن الأخرى، بخلاف تلك التي تقدم الخدمات الأساسية، بما في ذلك معظم الحانات والنوادي الليلية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة