برانكو.. الوعد والأمل المتجدد

 

أحمد السلماني

خطوات وثابة وعملية تلك التي باشر بها اتحاد كرة القدم فور عودته من بطولة كأس الخليج الأخيرة في قطر، والتي صاحبت خروج منتخبنا من الدور الأول وبمستوى فني هزيل لا يرقى وحامل اللقب؛ فكانت القرارات مفصلية، واستخدمت المشارط الحادة لاجتثاث الخلايا السرطانية التي نخرت جسد كرة القدم العمانية، وأدت لتراجُعها وفقدانها لقدرتها التنافسية، خاصة بعد رحيل الهولندي -طيب الذكر- بيم فيربيك الذي استخدم واستهلك عصارة خبراته ليحافظ على مكانتها، ثم أتى خليفته ومواطنه كومان، وهدم هذا البنيان وبقرار غير موفق ألبتة من قبل اتحاد اللعبة حينها.

ولقد كان لضغط الوسط الكروي دورٌ كبير في انتفاضة القائمين على كرتنا، واتخاذهم خطوات إصلاحية واسعة وغير مستعجلة؛ إرضاءً للإعلام والجماهير الحانقة رغم موجة الانتقاد الكبيرة، ولكن النتائج كانت مُبهرة عندما تمَّ الاتجاه نحو مدرسة "أوروبا الشرقية"، المدرسة التي تتناسب وتكوين اللاعب العماني، وأيضا الإمكانيات المادية المعقولة؛ حيث تمَّ التعاقد مع خبير فني ومدير فني للمنتخب الأول بكامل جهازه الفني ومدرب للمنتخب الأولمبي من كرواتيا وصيفة كأس العالم، رغم صغر مساحتها، ولكنها إحدى ورثة يوغسلافيا، تلك القوة الكروية الضاربة في أوروبا والعالم إبان الحكم الشيوعي لها.

ما يهمُّنا نحن من هذا كله هو الخطة الممنهجة التي بدأ بها الكرواتي برانكو مدرب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بعد مباشرة عمله.. خطوات أثلجت الصدور وتُنبِئ بمرحلة مبشرة بانتقائه ولو على عجالة لتوليفتين شبه مختلفتين في كل معسكر للمنتخب، ومن ثم البقاء للأفضل، ومن ثم التركيز على إعداد الأحمر للاستحقاقات المقبلة، كما التقى مدربي بعض الأندية وإداراتها لاستعراض خطته وطريقة اللعب والاتفاق عليها، وبما يخدم المنتخب وهذه خطوات مهمة جدا، وينبغي ترجمتها على أرض الواقع بأن نمنحه الثقة والأرضية الملائمة للعمل هو والفريق الفني المعاون.

وممَّا لاحظته أيضا المستوى الفني المتطور لدورينا ودوري الأولى، وارتفاع ملحوظ في نسبة التهديف وعدد الأهداف، وارتفاع حدة التنافس بين الأندية، وإن كان هذا طبيعيا لاقتراب الموسم من نهايته وحسابات التتويج والهروب من شبح الهبوط.

مُنعطفات كثيرة مرت بها كرتنا هذا الموسم؛ أهمها: دوري تكوين الذي أضر بها، ويحتاج إلى إعادة نظر وتمحيص يرتقي فوق المصالح الآنية.

الرسالة الأولى لاتحاد الكرة: مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المجلس؛ وهي التأسيس المؤسسي السليم لضمان قدوم كفاءات تريد خدمة الكرة العمانية في المجلس القادم، وفي اللجان العاملة والفرق الفنية والإدارية للمنتخبات، مع تحفُّظنا من استقدام أسماء بالمنتخب الأولمبي سبق وأسهمت بشكل أو آخر في تراجع الكرة العمانية، واليوم هناك من برز فنيا مع أنديته، ووصل بها لمراحل متقدمة في مختلف مسابقاتنا هم أولى، كما أذكركم بأننا نعيش هذه الأيام نهضة متجددة ستحلِّق بالبلد مع رجال تهوى السحاب، وإن كُنتم لا تمتلكون الأجنحة للتحليق معها، فنصيحتي التنحي، وعدم الترشح مُجدَّدا أولى لكم.

الرسالة الثانية للإعلام الرياضي: بأن يُسهم وبقوة في دعم برانكو وفريقه المعاون في هذه المرحلة والتناغم مع منهجيته التي بانت مؤشراتها الأولى الإيجابية، وتوفير الدعم المُطلق للأحمر، ومن يعلم ربما يكسر القواعد والنظريات، ونجد أنفسنا في كأس العالم والذهاب بعيدًا في النهائيات الآسيوية.