كتاب جديد يرصد رحلة "صعود الاقتصاد العالمي" بفضل النظم الليبرالية

 

ترجمة- رنا عبدالحكيم

نشرت صحيفة فايننشال تايمز استعراضًا لأحد أبرز الكتب الاقتصادية الصادرة حديثاً، وهو كتاب "المزيد.. صعود الاقتصاد العالمي لعشرة آلاف عام" لمؤلفه فيليب كوجان وهو صحفي بارز في مجلة ذي إيكونومست الأمريكية وكاتب عمود سابق في صحيفة فايننشال تايمز.

ويشعر كوجان بالقلق من أنَّ الحجم الهائل لما حققه النمو الاقتصادي المركب لا يحظى بتقدير عام، ويحدد كوجان في الكتاب جذور التحسينات الهائلة في نمو الأسواق وازدهار التجارة، وهدف كوجان النهائي من الكتاب هو الدفاع عن فضائل النظام الاقتصادي الليبرالي في عصر تتعرض فيه هذه الفضائل للحصار.

ويبدأ كوجان برحلة إلى الماضي البعيد للتجارة؛ حيث يتطرق إلى كيف أن التجارة أعادت تشكيل العالم منذ ما يقرب من 7000 سنة قبل الميلاد مع وصول الكبادوكيان من آسيا الصغرى عبر قبرص إلى إيران في العصر الحديث، وينتهي الكتاب بالحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة التي نعاصرها الآن.

ويكشف كوجان أنَّ الاقتصادات على مر التاريخ كانت أكثر تطوراً بكثير مما نتخيل، حيث ارتبطت ببعضها البعض عبر شبكات الائتمان والأدوات المالية التي تشبه إلى حد كبير الاقتصاد الحديث. كما يبرز التسارع المذهل وتدويل النمو والتطور التكنولوجي على مدار القرنين ونصف القرن الماضيين.

ويشمل هذا الكتاب آلاف السنين من التطور الاقتصادي، ونطاق جغرافي أكبر بكثير، واقتصاد عالمي أشمل بلا حدود، وأكثر تعقيدًا وتطورًا تقنيًا مما تناوله الكتاب الآخرين. وهذا حتماً ما يجعل الأمر أكثر صعوبة في نسج خيط موحد من خلال السرد بين فصول الكتاب.

ويتطرق الكتاب إلى مواجهة الجوانب المظلمة للتنمية الاقتصادية، مثل العبودية والتدهور البيئي وعدم استقرار التمويل العالمي. ويقول المؤلف إن ذلك تطلب اتخاذ موقف أكثر دقة إلى حد ما من حيث معرفة مصادر الثروات المادية حول العالم.

ويجد كوجان طريقة بارعة للتغلب على هذه التحديات من خلال تداخل قصة خطية مفعمة بالحيوية مع فصول تغطي العوامل الرئيسية للتنمية الاقتصادية التي كانت مهمة في كل عصر. وهذه المقالات الشاملة تناقش دور الطاقة والهجرة والنقل والحكومة في التاريخ الاقتصادي.

ويوضح كوجان أنه في كل خطوة من رحلته الطويلة في الكتاب، كانت الروابط بين الأشخاص، والتي تتيح المزيد من التجارة والمزيد من التخصص والمزيد من الأفكار والمزيد من الحرية، هي التي خلقت دائمًا ظروف الرخاء والنمو الاقتصادي.

تعليق عبر الفيس بوك