34 عامًا من دعم البحث العلمي والابتكار

جامعة السلطان قابوس.. رؤية سلطانية أسست مجتمعًا قائمًا على العلم

-أحرزت الجامعة تقدمًا في تطوير البنية الأساسية ووصلت لـ 9 كليات و14 مركزا بحثيا

- 63 برنامجًا بالدراسات العليا لـ 1695 طالبا وطالبة

- رؤية عمان 2040 .. نهج لتنمية مجتمع قائم على المعرفة والمهارات

 

مسقط – الرؤية

راهن جلالة السلطان قابوس بن سعيد  - طيّب الله ثراه- على التعليم والبحث العلمي، لإحداث تحولًا جوهريًا في المجتمع العماني، وتميز عهده بالتوسّع السريع في نظام التعليم الرسمي في جميع أنحاء السلطنة، مع الحرص المستمر على تفعيل دور البحث العلمي في التنمية المستدامة.

لكن أبرز ما تتمثل فيه هذه الرؤية هي جامعة السلطان قابوس، التي حققت طوال 34 عامًا إنجازات كبيرة في مجال البحث العلمي والابتكار، ووضعت نفسها في سباق العلم المتسارع الذي لا يعترف إلا بالريادة والإبداع في جميع المجالات.

وآمن جلالته -رحمه الله- بأنّ المعرفة قابلة للتجديد، وأنّ الالتزام بتوليدها عن طريق التعليم والبحث العلمي ركيزة أساسيّة لبناء دولة قويّة ومزدهرة، وهو ذات المبدأ الذي تقوم عليه رؤية عمان 2040، التي أشرف عليها خلف السلطان قابوس طيّب الله ثراه، جلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- والتي تتضمن التزامها بتوفير منظومة متطورة ومتكاملة من التعليم والبحث العلمي تدعم الابتكار والتنمية المستدامة وتؤسس مجتمعا من المبدعين والمبتكرين الذين يفخرون بهويّتهم الوطنية، والقادرون على المنافسة عالميًا.

وتقدم رؤية عمان 2040 نهجًا واضحًا نحو التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة بما يضمن تحول السلطنة إلى مجتمع قائم على المعرفة والمهارات، ومن أجل ذلك شكّل التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية الأولوية الأولى في الرؤية؛ مما يحتم توفير مصادر تمويل متنوعة ومستدامة لدعم البحث العلمي وتشجيع الابتكار في المجالات الاستراتيجية.

وما تزال جامعة السلطان قابوس ملتزمة بتحقيق تطلعات جلالة السلطان قابوس-طيب الله ثراه- التي أرادها للمؤسسة بأن تساهم في تلبية احتياجات التنمية والمضي قدمًا نحو تطوير مختلف القطاعات، وهو ما يتسق مع النحو المفصل في رؤية عمان 2040.

أحرزت الجامعة على مدار الأربعة والثلاثين عامًا الماضية تقدمًا ملحوظًا في تطوير البنية الأساسية للبحث العلمي والابتكار والخبرات والنتاجات المهمة، وما يزال البحث العلمي متصدرًا اهتمام كلياتها التسعة ومراكزها البحثية الأربعة عشر.

وعلى صعيد الدراسات العليا في الجامعة؛ فإن أعداد الطلبة والبرامج الدراسية في تزايد مستمر، حيث كان عدد الطلبة في عام 1992 لا يتجازو 36 طالبًا بمستوى الماجستير، في حين طرحت الجامعة بحلول عام 2008، 63 برنامجًا للدراسات العليا، منها 47 للماجستير و16 للدكتوراه، مع حوالي 359 طالبًا وطالبة، أمّا في الوقت الحالي فيوجد حوالي 63 برنامجًا للماجستير و30 للدكتوراه لطلبة الدراسات العليا تضم حوالي 1695 طالبًا وطالبة.

وتضم جامعة السلطان قابوس مجموعة من المراكز البحثية يبلغ عددها 14 مركزًا بحثيًا، انطلقت بتأسيس مركز الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، ومركز الدراسات العمانية، في عام 1998، ليزداد العدد باستمرار، بإنشاء مركز الدراسات والبحوث البيئية، ورصد الزلازل، وأبحاث الاتصالات والمعلومات، والنفط والغاز، والمياه، والتميز في التقنية الحيوية البحرية، والبحوث الإنسانية، وعلوم الأرض، ومؤخرًا البحوث الطبية، وأبحاث تقنية النانو، والطاقة المستدامة، والابتكار ونقل التكنولوجيا.

 ومن الأبحاث والدراسات العالية، تأتي الكراسي الأكاديمية، لتكمل العمل البحثي النوعي والابتكاري الذي تقوم به كليات جامعة السلطان قابوس ومراكزها البحثية.

 وتُعد الكراسي البحثية برامج يشارك فيها أساتذة متخصصون وفرق أبحاث تكون تحت إشراف هؤلاء الأساتذة المتخصصون تعمل في أنشطة استقصائية دقيقة في مجالات اختصاصاتهم، وتضم جامعة السلطان قابوس حاليًا سبعة كراسي بحثية وأكاديمية، تسهم في توطيد أواصر الشراكة البحثية مع مجموعة من أصحاب العلاقة المحليين والدوليين بما يصب في تطوير السلطنة.

وأسهمت الجامعة على مدار الـ 34 عامًا الماضية، وحتى الآن بحوالي 12787 ورقة علمية مفهرسة في مصادر سكوبس (Scopus)، واستمر هذا الرقم في التزايد، فبعد أن كانت أربع أوراق علمية فقط مفهرسة في سكوبس في عام 1986، أصبحت 243 ورقة علمية في عام 2000، وبلغت 1048 ورقة علمية في عام 2019، وتم الاقتباس من هذه الأوراق العلمية المنشورة أكثر من 1100 مرة.

وتولي الجامعة اهتمامًا صاعدًا بتوفير برامج وأنظمة لتمويل البحوث العلمية، وينطوي ذلك على المنح الداخلية التي أنشئت في عام 1999، ومنحة المكرمة السامية لدعم المشاريع البحثية الاستراتيجية التي انطلقت في عام 2001، ومنح مجلس البحث العلمي التي أنشئت في عام 2010، والمنح الخارجية، والمنح المشتركة مع جامعات مختلفة حول العالم ومنحة عمادة البحث العلمي وغيرها.

وواصلت برامج المنح المختلفة بالجامعة تقديم الدعم المالي للمشاريع البحثية في المجالات الاستراتيجية؛ ففي عام 1999، مولت المنح الداخلية لجامعة السلطان قابوس 75 مشروعًا بحثيًا، وزادت لتصل إلى 100 مشروع في عام 2019.

دعمت منحة المكرمة السامية لدعم المشاريع البحثية الاستراتيجية منذ أن تأسست في عام 2001م، أكثر من 100 مشروع بحثي استراتيجي تتناول قضايا العالم الفعلية في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.

وعملت الجامعة على زيادة عدد حلقات العمل والدورات التدريبية التي تقدمها للمبتكرين والمخترعين، وفي عام 2018 نظمت خمس جلسات لحوالي 265 مشاركًا، ثم جاء إنشاء مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا في عام 2018 تتويجًا للجهود المبذولة، واستجابة لمقتضيات العصر.

ويعمل المركز على دعم الشباب العمانيين في كل جانب من جوانب الابتكار وريادة الأعمال بهدف إنشاء مشاريع ومبادرات جديدة تسهم في تطوير القطاع الخاص وخلق وظائف في صناعات التكنولوجيا المتطورة.

 

تعليق عبر الفيس بوك