حب السيطرة والاندفاع والسعي إلى الكمال.. من بين "التصرفات المدمرة للعمل"

6 عادات مهنية خاطئة تقود الموظف إلى طريق "الفشل السريع"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

لاحظ عالما النفس إريك نيلسون وروبرت هوجان أن العادات المختلة وظيفياً هي التي "تتداخل مع قدرة القائد على بناء فرق عمل عالية الأداء والمحافظة عليها"، حسبما أفاد تقرير حديث نشرته مجلة هارفارد بزنيس ريفيوز.

ومن فترة لأخرى يجب أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة مثل: متى كانت آخر مرة خرج فيها فريقك عن المسار الصحيح؟ هل كان ذلك بسبب قوة أحد أعضاء الفريق، أم أنه كان له علاقة بانحرافات متكررة غير محددة؟

ويركز تقرير هارفارد على العادات أو السلوكيات التي ربما تكون قد خدمتنا بشكل جيد في مرحلة من مراحل حياتنا، لكنها الآن تعترض طريق النجاح خاصة مع التقدم في حياتك المهنية.

ويرصد التقرير 6 مسارات خاطئة تتسبب في الخروج عن مسار العمل، وكيفية التغلب عليها.

1- تفادي الصراعات

الأمر هنا لا يتعلق فقط بتجنب المناقشات الصعبة، رغم أنّ هذا بالتأكيد جزء منه، لكن في جوهره يُستخدم تجنب الصراع للهروب أو التخويف لإخفاء انعدام الأمن ومن ثم تجنب تعرضنا لمخاوفنا أو عدم اليقين أو الأخطاء. وبمجرد تصنيف تجنب الصراع على أنه خوف وعرقلة، يصبح من الأسهل مواجهته. ولذا عليك طلب المشورة حول كيفية مواجهة قضية ما وعدم الركون إلى فكرة "تجنب الصراع". وإذا كنت قلقًا، فابدأ ببساطة بكتابة خطتك، ومن الأفضل الاستجابة للموقف بشكل مباشر وشخصي، والحل ليس تجنب الصراع بل تحويل الصراع إلى نهج وخطة لبناء المهارات والمضي قدما.

2- الاندفاع

قد ينطوي هذا المسار الخاطئ على ردود عاطفية لا يمكن التنبؤ بها، مثل الغضب والإحباط، أو متابعة الفكرة الجديدة اللامعة دون فحصها. وتلك عادةٌ تفقدك العلاقات والدعم والمشاركة.

إذن كيف يكون الاندفاع إيجابيا؟

يمكنك أن تحول الاندفاع لمسار إيجابي من خلال قضاء وقت كاف في تأمل المواقف السابقة واستخلاص العبر والدروس المستفادة منها سواء كانت نجاحات أو إخفاقات، كما عليك أن تفكر فيما فاتك وأنت تندفع نحو تنفيذ الأفكار. ويمكنك أيضا أن تتوقع العواقب من خلال طرح الأسئلة حول المشكلات مثل: ما هي نسبة أن تفشل في التنفيذ؟ وما فاتك أثناء اندفاعك؟ وكيف سيتم تدارك هذا الخطأ من قبل الآخرين داخل المؤسسة؟ وما هي نوع الخبرة التي ترغب في أن يكتسبها من يعملون معك جراء تنفيذ تلك الفكرة السريعة؟

3- إلقاء اللوم على التغيير!

هذا هو أكثر المسارات الخاطئة شيوعا في المؤسسات، فهو السبب الأول لسوء حل المشكلات والافتقار إلى الابتكار. فالرافضون للتغيير يبالغون في السلبية، ويشعرون بأنّهم ضحايا، ويمررون ذلك الشعور للزملاء في الإدارات المختلفة أو المديرين. ولكسر هذا المسار يجب أن تطرح تلك الأسئلة على الموظفين الرافضين للتغيير: هل بذلت أنت وفريق عملك "قصارى جهدكم" وبالتالي فأنتم غير مسؤولين عن النتيجة؟ هل أنت وفريق عملك عاجزون وبما أنك تفتقر إلى السيطرة فإنّك ترى أنّ اللوم لا يجب أن يقع عليك بل على التغيير؟ هل ترى أنّ اللوم كله يقع على الجهات الفاعلة في المؤسسة؟

بعد الإجابة عن هذه الأسئلة، ضع حلولا عملية أمام الموظف، وعليه أن يتعلم من إخفاقاته وإذا كان التغيير يتضمن الكثير من القيود، يمكنك سؤال الموظف عن اقتراحاته بشأن التغلب عليها.

4- الإصرار على السيطرة

قد تحاول تجنب الفشل خاصة في المشروعات الكبيرة، وتلقائيا تبدأ في تحميل نفسك الكثير من الأعباء والمسؤوليات، في حين أنه يتعين عليك توزيعها على أعضاء الفريق. ومع الوقت يتوقف الموظفون الذين يعملون لصالح "قائد مسيطر"- كما يرونه- عن أخذ زمام المبادرة، ويتوقفون عن تقديم الأفكار، كما يتجنبون تقديم تعليقات قيّمة، وفي النهاية تنضب مهاراتهم!

إذن.. كيف يمكنك تحويل مسار الإصرار على السيطرة إلى مسار إيجابي؟ يتحقق ذلك من خلال مشاركة الأهداف وطرق الوصول لتحقيقها والنتائج مع فريق العمل. ثم قم بتحويل حبك للسيطرة إلى متابعة ما يقوم به فريقك وإعطائهم المشورة من حين لآخر، والنتيجة ستكون نجاحك ونجاح فريقك.

5- السعي إلى الكمال

القاعدة المعروفة أنّه يجب علينا جميعًا بذل قصارى جهدنا، لكن الأشخاص الذين يسعون دائمًا نحو الكمال غالبًا ما يفوتون المواعيد النهائية والفرص. فقد رأينا الكثير من المديرين التنفيذيين خرجوا عن مسارهم المهني بسبب فشلهم في تقديم عمل لأنّهم يرون أنه غير جيد بما فيه الكفاية.

الحل يتمثل في التركيز على تأكيد المعايير مع الآخرين. ابحث عن تعليقاتهم على النتائج والتكاليف والجداول الزمنية المتوقعة، بدلاً من اعتماد النتائج المرتفعة للغاية التي يمل سعيك إلى الكمال إلى صنعها. وامتنع عن وضع معايير غير واقعية لمن حولك؛ فالسعي المضني إلى الكمال يُزعج من يعملون معك، وفي الحالات القصوى تجعلهم يتركون العمل هربا من الضغط النفسي.

6- حب الظهور

هذا المسار يشمل العديد من النقاط؛ مثل التركيز على الأهداف الخاصة في العمل على حساب الموظفين الآخرين، أو رؤية الآخرين كوسيلة لتحقيق غاية. ويميل من يتبع هذا المسار إلى أخذ قرارات مفاجئة غير محسوبة، ويكون دافعها الوحيد حب الظهور. وهناك مديرون يقبلون بمهام مستحيلة من الإدارة العليا، ومن ثم يعودون لفرقهم وتكليفهم بتلك المهام. وهذا المسار مع الوقت- وإن أكسبك محبة الرؤساء- سيتسبب في خسارة فريق عملك. والحل هو عند قبول مهام صعبة عليك أن تتحمل مسؤولية وضع خطة لتنفيذها وشرحها لفريق عملك.

وختاما.. ربما تلك المسارات قد تخدم الموظف بشكل ما أثناء مرحلة من مراحل حياته، لكن عندما يتعلق الموضوع بالقيادة والعمل فتلك المسارات هي طريق الفشل السريع.

تعليق عبر الفيس بوك