متى نستغني عن عمال النظافة؟

خالد حسن الطويل

يتَّضح لكل مُتمعِّن ومُتابع تناثُر بعض الأوراق والعلب كل صباح في الأزقة والشوارع، وإن كانت لا تعد ظاهرة عامة، لكنها موجودة، وبين هذه الورقة وتلك العلبة، تنحني ظُهور العمال لالتقاطها حِفَاظا على جمال ونظافة المدينة.. والسؤال الذي يطرح نفسه: متى سنصل إلى الوعي بإلقاء تلك المخلفات في الأماكن المخصصة لها، والتي تتوزع في كل زاوية ومربع؟ ومع أي جيل سيتحقق هذا الحلم لنمتلك الوازع النفسي بأهمية النظافة؟ متى سنُدرِك أهمية أن نكون مساهمين في تحقيق إنجازات الوطن ولو بأضعف الإيمان؟

الحدائق والمتنزهات هي الأخرى لم تسلم من هذه السلوكيات؛ فعلب المشروبات ولفائف الشطائر ترسم مع الصباح لوحة سمر البارحة، وكأن البعض اكتفى بالنهوض فقط، دون أن يعكر صفو جوه بالتقاط شيء من مخلفاته التي تناديه بأن يضعها في مكان دافئ خشية صقيع الفجر.

كما أنَّ المتعمِّق في دراسة هذه السلوكيات يُدرك دور العمالة الوافدة في تلك الممارسات، وكأنهم يودون أن تصبح أزقتنا كأزقتهم والزائر لبلدانهم يعلم ذلك، أو أنهم ألفوا تناثر الأشياء في كل مكان؛ فأعقاب السجائر متناثرة على الأرض والقمامة ملقاة خارج الحاوية الخالية.

عبارات الحث على النظافة وسلال القمامة وضعت في كل مكان، ولم يعُد سوى أن تُكتب على الأجبنة، وتُتلى على الرموش، لتطرق العيون في كل ثانية.

يجب أن نتكاتف جميعًا لنصل إلى المستوى المُرضي من نظافة شوارعنا وأزقتنا، ويجب أن يمارس كل واحد منا دوره في ذلك؛ ليلمس المقيم حرصَ المواطن على نظافة وطنه، ويكفي ذلك الحرص أن يكون رداعا، كما يجب لولي الأمر أن تكون له كلمة لأفراد أسرته حول هذا الموضوع، والتشديد عليه، وخير النصح ممارسة ذلك أمامهم.

نعم.. نحن بحاجة لقوانين وأنظمة أكثر صرامة، ونحتاج التطبيق الحثيث لتلك القوانين؛ فمن فُقِعت عين حيائه تُجبره القوة.

تعليق عبر الفيس بوك