فرق المراحل السنية القاعدة المفقودة

 

محمد العليان

 

إنّ صناعة النجوم والمواهب الواعدة في مجال الرياضة؛ وخاصة كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم الأكثر جذبا ومتعة على وجه الخصوص لاتتم بالكيف وإنما بالكم، أي أنّه من مائة لاعب تصنع 10 نجوم، ومن كل 10 نجوم أو لاعبين تصنع نجما واحدًا وهكذا. ومن خلال هذه القاعدة الرياضية المعروفة نستطيع أن نطور ونوهج كرة القدم، ونجعل كرة القدم العمانية تعانق القارة الآسيوية ومن ثمّ العالمية، وهذا لن يأتي إلا من خلال أنديتنا أولا وداخلها، ومدارسنا ابتداء من المرحلة الإعدادية ثمّ وصولا للمرحلة الثانوية، وأيضا حتى الاتجاه والسير إلى مناطق الحواري وبين الأحياء والشوارع والشواطئ لاكتشاف هذه المواهب المدفونة في هذه الأماكن المختلفة. ونأتي بعدها إلى عمليات الصقل والتطوير والتعليم والاهتمام بهذه المواهب الصغيرة الناشئة والتي أصبحت شحيحة بعض الشيء في الكرة العمانية، وذلك لاسباب عدة؛ منها سقف الطموحات والاهتمام لدى الأندية يختلف من نادٍ إلى آخر، وأيضًا نوعيّة المسابقات التي تقدم لهذه الفئة لا ترتقي بالتطوير والاهتمام المتواصل لصقل اللاعب وتعليمه؛ مقارنة بما هو موجود مثلا في اليابان وكوريا والدول الأوروبية الأخرى من دعم واهتمام بهذه الفئة. حيث بدأت من الأساس بالرياضة المدرسية التي تعتبر الممول الرئيس والأساسي للاعبين. واهتموا أيضًا بتوفير الملاعب في المدارس وبعض المنشآت المكملة للملاعب، بالإضافة إلى الاهتمام بحصة الرياضة كبرامج تدريب في الحصة طوال العام الدراسي للطالب اللاعب، وبعد ذلك تسهل عملية الاختيارالسليم في نهاية العام للمواهب. وهذا عكس ما نراه في كرتنا العمانية حيث إن هذه الفرق للمراحل السنية قاعدتها مفقودة حيث يوجد لدينا 43 ناديًا ولكن الأندية التي تهتم وتقدم هذه المواهب للكرة العمانية والمنتخبات الوطنية لا تزيد أو تتجاوز 8 أندية فقط لديها الاهتمام والدعم لهذه الفئة وحتى معظمها تفتقد إلى وجود المدارس الكروية من سن 12 سنة وما فوق، ولا توجد ملاعب تدريبية مخصصة في الأندية لهذه الفئة؛ وهذه مشكلة كبيرة تعاني منها معظم الأندية بوجود ملعب واحد فقط تتدرب كل فرق النادي عليه. وهذه السلبيات انعكست على مستوى نتائج المنتخبات الوطنية خاصة خلال الـ 16 سنة الماضية، حيث ابتعدت المنتخبات السنية عن البطولات والمشاركات في النهائيات الآسيوية وبطولات كأس العالم والدورات الأولمبية، لهذا أصبحت معظم الأندية غير منتجة ومؤثرة وفعّالة على أرض الواقع، لهذا يجب إعادة النظر في هذه الفئات السنّية من كل النواحي سواء من ناحية المسابقات أو الأندية أو المنتخبات وحتى المدارس التعليمية التي تعتبر الممول الأساسي للمواهب. بالإضافة إلى تحفيز هذه الفئة بتوفير الجو الصحي والبيئة الملائمة لها وتوفير الحافز المادي والمعنوي لهم؛ فهؤلاء هم المكسب والثروة الحقيقية للكرة العمانية.