الشفافية في الرياضة العمانية

أحمد السلماني

 

دون التاريخ بحروف من نور القفزات الهائلة التي شهدتها الرياضة العُمانية على مدى 5 عقود من العهد الزاهر والاستثنائي الذي عاشته عُمان على مدى تاريخها الموغل في القدم، ولقد حظيت الرياضة بالسلطنة باهتمام كبير من لدن جلالة المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه- وما الهيئات الرسمية والأهلية والمجمعات والمؤسسات الرياضية التي تنتشر في كافة ربوع السلطنة إلا شواهد تاريخية على حقبة زمنية كانت ولا زالت حُبلى بالمنجزات الرياضية الحضارية ومن ينكر ذلك فهو جاحد.

واليوم وبعد أن لبست السلطنة ثوبها الجديد المُطرز بخيوط ذهبية منسوجة من عهد جلالة –المغفور له بإذن الله- بإعلان جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور – حفظه الله ورعاه – السير بذات النهج الذي سار عليه سلفه المعظم فمن واجبنا نحن الرياضيين أن نترجم ذلك قولاً وفعلا بتفانينا وزيادة جرعات الحرص والجهد لضمان التفوق والإجادة واعتلاء منصات التتويج لنقول للعالم أجمع "هنا عمان" وإنها تنطلق للأمام بقوة.

والحقيقة أنَّ ذلك لن يتأتى طالما بقينا على ذات النقطة وفي ذات الدائرة من "عقم التفكير" والاكتفاء بما تحقق دون النظر إلى أن العالم يتقدم ولابد من مواكبته وإلا فلنتخذ قرارا شجاعا ونوقف حضورنا في المنافسات الإقليمية والقارية والدولية ونكتفي بالرياضة في شقها الصحي أو لننفض غبار ماضي رياضتنا التي عانت من الترهل ونمطية الإدارة التقليدية وتسلط بعض الأوصياء ممن لا يرغبون في الرحيل لإتاحة الفرصة للعقول الشابة الوقادة والتواقة للفوز ومنصات التتويج.

ومما يُؤسف له حقيقة أن تظل هذه الفئة متصدرة للمشهد الرياضي بالسلطنة ولا ترغب في العتاق رغم الكوارث والتراجع المريع في الرياضة العُمانية بل ومما يحزن أنها تلقى دعماً إعلامياً من طيف إعلامي "يطبل ويصفق ويزين" الصورة، إما أنه لا يدرك خطورة طرحه الإعلامي أو أنه يتعمد أن يكون أداة للتدليس والتضليل لمآرب شخصية لحظية وزائلة، رغم الحاجة الماسة لولي الأمر اليوم في تلمس حقيقة الوضع ليتمكن من إعادة رسم وصياغة قرار ممنهج وسليم يتفق و"رؤية عمان 2040".

وحقيقة الوضع من وجهة نظري الشخصية وباختصار تتمثل في وجود قاعدة وبنية رياضية تحتية وهيكلة تنظيمة وموارد بشرية لا تضاهى ولكنها تعاني من شلل وعقم في التفكير توقف معه الزمن وصارت بحاجة ماسة إلى التجديد والتحديث في كافة مفاصلها إلا ما رحم ربي.

رسالة خاصة إلى الإعلام الرياضي المسؤول تقول بأنه لا يجوز ثم لا يجوز أن يتم تلميع الصورة على غير واقعها، إذ إن هذه المرحلة المفصلية والتاريخية من عمر النهضة العمانية أكثر ما تحتاج إليه هو الشفافية وطرح الحقيقة كما هي والصبر عليها، ليتم التعاطي معها وبما يسهم في تطور الرياضة العمانية، كما وأن الكل يُدرك أن الجميع اجتهد، والمجتهد قد يُصيب وقد يخطئ، وبالتالي فإنَّ تشخيص الحالة وإيجاد العلاج الناجع لها مسؤولية الرياضي والإداري ومرآة ذلك الإعلام.