الصين تؤكد انتقال "الفيروس الغامض" من إنسان لآخر

ترجمة- رنا عبدالحكيم

أكدت لجنة الصحة الوطنية في الصين أولى حالات انتقال الفيروس الغامض الشبيه بسارس من إنسان إلى آخر، مما زاد المخاوف من انتشار المرض بعد أن أبلغت بكين عن ارتفاع حاد في عدد الأشخاص المصابين بالفيروس.

وقالت السلطات الصينية إنه تم التعرف على 224 مريضاً بفيروس كورونا، بما في ذلك 217 حالة مؤكدة وسبعة حالات مشتبه فيها. ويأتي تفشي المرض في الوقت الذي يستعد فيه مئات الملايين من الصينيين للسفر عبر البلاد وحول العالم للاحتفال بالعام القمري الجديد في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ومن بين الحالات المؤكدة البالغ عددها 217 حالة، هناك 198 حالة في مدينة ووهان بوسط الصين، وخمس حالات في بكين و14 في مقاطعة قوانغدونغ والمتاخمة لهونج كونج. وأودى الفيروس بحياة ثلاثة أشخاص منذ اكتشافه في وقت سابق هذا الشهر.

وأثار تفشي المرض ذكريات وباء سارس الذي فتك بحوالي 800 شخص في عام 2003 بعد نشأته في الصين. وقالت السلطات إن هذا المرض الأخير كان سببه فيروس كورونا، وهو نفس نوع الفيروس الذي تسبب في تفشي مرض سارس الذي تستر عليه المسؤولون الصينيون منذ شهور.

وأكد خبير في أمراض الجهاز التنفسي يترأس لجنة خبراء عينتها الحكومة بعد تفشي المرض، أن المرض قد ينتشر عن طريق انتقال العدوى من إنسان إلى آخر.

وقال تشونغ نانشان الطبيب الصيني الشهير الذي اشتهر بعمله في مكافحة سارس في عام 2003 "إن شخصين أصيبا بالمرض لم يذهبا إلى ووهان، لكنهما أصيبا عن طريق أفراد من الأسرة". وأضاف "لذلك لدينا الآن تأكيد بأن المرض ينتشر عن طريق انتقال العدوى من إنسان لآخر".

ونقل التليفزيون الرسمي عن الرئيس الصيني شي جين بينغ قوله: "ينبغي إعطاء حياة الأفراد وصحتهم أولوية قصوى ويجب كبح انتشار المرض".

وقالت منظمة الصحة العالمية في تغريدة إن الفيروس بدأ على الأرجح بمصدر حيواني، لكنها أشارت أيضًا إلى وجود "انتقال محدود من إنسان إلى إنسان بين الاتصالات الوثيقة".

وظهر على معظم المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بالفيروس أعراضًا خفيفة نسبيًا. وقالت سلطات الصحة في ووهان إن 25 مريضا قد خرجوا من المستشفى بعد شفائهم من العدوى.

وقدرت دراسة أجراها مركز MRC للتحليل العالمي للأمراض المعدية في إمبيريال كوليدج في لندن أن أكثر من 1700 شخص في المدينة ربما أصيبوا بالمرض بحلول منتصف يناير.

وفقا للخبراء، قد يكون عدد الحالات التي تم الإبلاغ عنها أقل من اللازم لأنه في المرضى الأصغر سنا أو من هم لائقين جسمانيا قد لا تكون الأعراض خطيرة بما يكفي لتبرير التماس العلاج.

وأكدت سلطات كوريا الجنوبية يوم الاثنين أول حالة إصابة بالفيروس في البلاد. ووُضعت امرأة تبلغ من العمر 35 عامًا في الحجر الصحي في مستشفى محلي بعد وصولها من الصين يوم الأحد، وفقًا لمسؤولي الصحة. وخرج مريض مصاب بالفيروس في اليابان من المستشفى الأسبوع الماضي. وأصيب شخصان من تايلاند بالمرض بعد سفرهما من ووهان هذا الشهر، ظهرت عليهما أعراض تشبه الحمى دون أن يصابا بأعراض خطيرة.

وقبل تفشي هذا المرض، تم التعرف على 6 فيروسات كورونا في البشر؛ أربعة تسبب أعراضا خفيفة نسبيا مثل البرد، في حين أن الإثنين الآخرين وهما متلازمة سارس والشرق الأوسط التنفسية (Mers)، يمكن أن يكونا قاتلين.

تعليق عبر الفيس بوك