فاطمة الحارثي
إنَّها الحياة.. تُعطيك مقدارَ ما قُدر لك، لا تزيد ولا تنقص، رسالة على الإنسان أن يُمثلها ويخنع لها، أبى أم شاء، أراد ذلك أم قاوم، وليس ثمَّة أحد منا يُدرك مقدار ما قدم إلا يوم الحساب؛ لأن بعد مماته لا يعلم عن الأثر الذي تركه بصمتٍ، دُون أن تدرك شِماله ما بذلت يُمناه، أعطى وجاهد من أجل يوم يلقى الله فيه ويجب عما كُلف به، رأينا بعضًا مما عمل والبعض الآخر نرى عظيمَ أثره ليس على أهله وقومه بل العالم بأسره، كنت سعيدة به قائدًا، والآن كلي فخر واعتزاز به -طيب الله ثراه- مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس أثابه الله عنا خير الجزاء. لم يرد أن نُحترم بفراغ يزول كالمادة، بل أكد حديثَ نبي الإسلام أننا قوم قيم وسلام. رفع شأننا وشأن كل قاطن على رقعة أرض السلام عُمان، أصبح العالم يتفاخر بمعرفة "العُماني" بل ويتباهى إن كان ممن زار أرضها الطيبة.
لم تغب الحكمة ولن تغرب شمس السلام، وإن غادرنا مثالنا ورمزنا الأعلى للقاء الرفيق الأعلى جل جلاله، فهذه أرض أنجبت الكرام العظام، الحكماء أهل السلام، نعم رحل عنا ولي أمرنا قابوس -طيب الله ثراه- لكنَّ حكمة عمان لا تزال، وستبقى إلى قيام الساعة، وقد برهنت أسرته الحاكمة العريقة ذلك إلى الهيئات المختلفة والشعب في صورة وملحمة تاريخية علمت من لا يعلم من هي عُمان ومن هم أهلها، اكتب أيها التاريخ واسرد أيها المؤرخ عن هذه الأرض وأهلها، فلم ولن يُجد التاريخ مثله قبلا ولا بعدا.
ليس من اليسير أن أسكب جملًا عن فاجعة لم تستطع القواميس وصفها، نعم نحن نؤمن بأن الحياة والموت بيد الله، إلا أننا وددنا لو... لكنه حُكم الله وليس لحكم الله من راد، بالله آمنا وأسلمنا. وكما هي السُّنة عادة رتابة الحياة الى مجرها، في حياء حُزن الصابرين لفراقه -طيب الله ثراه- وكلنا أمل فيمن قام مقامه سلطانا وقائدا، ولي أن أقول وبعد كل تلك الأحداث أننا أمام اسرة حكيمة لشعب حكيم مكين. الأسرة الحاكمة للشعب والشعب للأسرة الحاكمة معا من أجل عُمان الإنسان.. فعمان الأرض.
----------------------
جسر:
ليبقينا الله على بركة دعاء نبيه لنا، أهلًا للسلام، نقدم مثالا للعالم أجمع بأن الأرض عليها خير، والسلام حقيقة ملموسة، وواقع يعيشه أهل وشعب عمان ومن في ضيافتهم.. اللهم إنا بين يديك وحكمك، منا من هُم على الأرض، ومنا من هُم تحت الثرى، اغفر لنا وارحمنا، واهدنا كما هديت قومَ يُونس، وانفعنا وانفع الأمة بنا.. اللهم أجب،،، آمين.