د. ريم سليمان الخش | باريس
لم يبق للديب من مكرٍ وتكذيبِ
إلا اتكال على أولاد يعقوب
//
الزاعمون حماة الأنبياء وهم
المزمعون على بؤسي وتغييبي
//
الطامعون بأشلائي ممزقة
كحدأة الموت أو شؤم الغرابيب
//
فلا النبوة محفوظٌ تراحمها
ولا القرابةُ رحمٌ غير مثقوب
//
ولا المروءة سيماءٌ تُعرّفهم
ولا مكارم أخلاق بتنسيب
//
إني مللت وصاياتٍ تكبلني:
تجارة الدين شِركٌ غير مرغوب
//
فالعقل هديي وهدي العابثين غوى
شرائع الملك ملأى بالأكاذيب
//
فلا يغرك إرضائي بوهم قرى
ولا يسرك ترهيبي وترغيبي
//
إني سئمت من الحلوى يخالطها
سم العقارب في أدهى الألاعيب
//
إنّ الهمام الذي قد باع صهوته
أمست ممالكه دون الأصاحيب
//
فاربط خيولك لا تهوي قوائمها
بحفرة الطين بين الهون والعيب
//
ما للنوازل تهمي في تتابعها
بدءا بأندلسٍ للآن تزري بي
//
أما امتلأتَ طِعان الدهر هاطلة
صبَّ ابتلاء على جثمان أيوبِ
//
تآكل العظم من هول البلاء وما
زال الشقاء بأمرٍ منه موهوبِ
//
وماالخلاص سوى بالوعي ندركه
أو ليس ثمّة تمكين لمغلوبِ!
//
فالأمرُ قبلُ له والأمر بعدُ له
لكنّ رحمته في سعيّ مكروبِ
//
ديجور عالمنا حوتٌ بطائنه
حماقة القوم من بطشٍ وتخريبِ
//
مازلتَ تقبع في جوف الدجى جزعا
مازلتَ تجهل تسبيح السراديبِ!
//
وكيف تبلغ أسماع السماء وقد
تعاظم الجرم من لويّ الأساليبِ
//
لايقبل النور أشباح الظلام ولا
يجملّ النور إلا الحسن بالطيبِ
//
قامرت بالحب إذْ بددت لؤلأه
ثمّ اندفعت إلى حرب الأقاريب
//
أسرفت بالعتم أطفأت السراج وقد
أقلتَ عقلك عن فهم التراكيب
//
ثم ابتلوك بحكام جبابرة
يسعى الفساد بهم سعيَ الأعاجيب
//
لايرحمون فراخ الطير من سغبٍ
ولا يكفون عن بغيٍّ وتثريبِ
//
الخادمون لأطماع الغزاة بلا
أدنى اعتبارٍ لأوجاع المساليب
//
الخاضعون لدولات الطغاة وقد
صاروا أداتهمُ شرّ الكلاليبِ
//
المانعون رقيّ الدار عن عمدٍ
حتى تظلّ على نهبِ الأطاييبِ
//
السارقون كنوز الشعب أرصدة
تمشي كأسلحة من أجل ترهيبي
//
مالا يُكدسه بنكوت سادتهم
ويأخذ الريع قواد الرعابيب
//
التاركون قلاع العزّ خاوية
عُرضى لأهواء تيجانٍ وتنصيبِ
//
والسافكون دماء الأهل أضحية
لمعبد الشرّ كهان التصاليب
//
والمانحون تراب الأرض تزكية
لكلّ غازٍ شديد البأس مرهوبِ
//
إمّا احتججت فأفواه القنابل في
أعتى اندفاعٍ لترعيبٍ وتأديبِ!
//
والعابثون بفحوى الدين تورية
حتى تُقادَ بجهلٍ للأكاذيب
//
يغلفون نواياهم بزيف تقى
وجلّ همهمُ إخضاع منهوبِ
//
آن الأوان لنشر النور إنّ بنا
توق الحياة لتهطال الشآبيبِ
//
دم العروبة يدعوني لصحوتنا
وثورة الأرض تمشي في تلابيبي
//
أنا الدمشقيُّ-لبنانيُّ وحدنا
روح النضال عراقيٌ مع الليبي