نصف قرن من التنمية الشاملة

جلالة السلطان هيثم بن طارق على خطى دعائم التنمية الوطنية للسلطان قابوس

الرؤية - محمد قنات

سخَّر جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- كل حياته من أجل النهضة التي تعيشها السلطنة الآن في جميع أنحائها، وقد تعهَّد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم -حفظه الله ورعاه- بمواصلة النهج واستكمال المسيرة الظافرة.

ولم تقتصر دعائم النهضة المباركة على تشييد المباني وبناء الطرق فقط، بل نهضة تأسست على ركائز تنموية جعلت من السلطنة واحدة من الدول التي يشار إليها بأنها دولة مؤسسات تحتكم إلى القانون وتساوي في الحقوق والواجبات؛ حيث أطلق المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس مسيرة النهضة العمانية الحديثة نحو أهدافها المنشودة وفق خطط موضوعة تهتدي بحكمة جلالة السلطان -رحمة الله عليه- وفكره المستنير ورؤيته الواضحة لما تكون عليه عُمان في كافة المجالات، مستصحبة طاقات المواطن العماني.

وأولى جلالة السلطان قابوس -رحمه الله- عناية خاصة لتعزيز مبدأ التعاون بين مؤسسات الدولة بهدف دفع عجلة التنمية الشاملة في جميع القطاعات وتسخير هذا التعاون لخدمة المواطنين في كافة أرجاء السلطنة. ويعتبر السعي وراء توفير العيش الكريم والسّكن الملائم للمواطنين ذوي الدخل المحدود بمثابة هدف سّامٍ، وكان يحث على توفير الاستقرار الاجتماعيّ والاقتصاديّ للمجتمع؛ وذلك من خلال تخطيطٍ عمرانيٍّ مستدامٍ يهدف لإقامة مدنٍ عصريّةٍ متكاملةٍ وفق تنظيم عقاريٍّ محكم وفي إطار من الشفافيّة، وفي سبيل تنفيذ هذا الاهتمام.

وعملت وزارة الإسكان على ثلاثة برامج للإسكان الاجتماعي؛ تتمثل في برنامج الوحدات السكنيّة؛ حيث تم العمل على توفير مجمّعاتٍ سكنيّةٍ لذوي الدّخل المحدود، تمتاز بأنها ذات بنى أساسية ومرافق عامة مميّزة تشمل المساجد، والأسواق، والمراكز الصحيّة، والمدارس... وغيرها، إلى جانب برنامج المساعدات السكنيّة يقدّم هذا البرنامج للمواطنين مساعدات ماليّة غير مستردة بهدف بناء مسكن أو ترميم مسكن قائم من قبل.

واستحدثت الحكومة برنامج القروض السكنيّة التي تتيح برنامج للمواطنين الحصول على قروضٍ سكنيّةٍ بدون فوائد ضمن شروطٍ معيّنةٍ تشمل الحدّ الأقصى والأدنى لدخل الفرد عند تقديم طلب الحصول على القرض، الامر الذي جعل من وزارة الإسكان وزارة حيويّة قادرة على مواكبة التجدّد المستمر في متطلّبات المجتمع العُمانيّ، مما يضمن تحقيق الاستفادة من أراضي وإسكانات السّلطنة لشرائح المجتمع كافّة، باعتبار توفير السكن حقًّا من حقوق المواطنين يجب أن يتمتعوا به.

وشملت التنمية جميع القطاعات وذلك بفضل الرؤية الإستراتيجية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله- لكافة القطاعات التي جعلت من عمان دولة عصرية لها القدرة وركائز النهوض بالمواطن في كافة المجالات، وجعلت منها دولة متقدمة في جميع المناحي، وعمت التنمية كل جزء من أرض السلطنة بتوفير فرص المشاركة الإيجابية للإنسان العماني في جميع الميادين المختلفة، فنعم المواطنون والمقيمون في سلطنة عمان بثمار النهضة الحديثة؛ وذلك من خلال تمكينهم بالمشاركة والإسهام الفعال في مسيرة المجتمع نحو آفاق جديدة من التنمية والتطور والثقافة والحضارة والعلم وتشييد الدولة العصرية التي لها القدرة على تحقيق طموحاته وتطلعاته.

وبفضل الرؤية الثاقبة لجلالة السلطان الراحل في كافة المجالات اصبحت سلطنة عُمان تنعم بالأمن والاستقرار والاقتصادي السياسي وخارجيا بنت علاقاتها على حُسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول؛ حيث أصبحت في هذه السياسة يشار إليها بالبنان، عِوَضاً عن الأدوار السياسية التصالحية التي تقوم بها في المنطقة، واحتوائها لكثير من خلافات الدول والعمل على حلها. وداخليا تنعم السلطنة بوجود قوانين ومؤسسات على قدر كبير من المهنية العملية يمكن أن تهتدي بها العديد من الدول في تجارب حكمها إن أرادت أن تحقق نهضة حقيقية على كافة المستويات.

تعليق عبر الفيس بوك