الشاعر هلال الشيادي | سلطنة عُمان
نام السلامُ الجلالُ الصدقُ والأملُ
واستيقظُ العالمُ المفجوع والدولُ
//
ما أوجع القلبَ كم راحوا وكم رحلوا
لما رحلت فهذا خطبنا الجللُ
//
ماذا ترى الشمسُ يا مولاي يوم غدٍ
راح الضياءُ الجمالُ الجدُّ والعملُ
//
نوحي عمانُ فلا قلب ولا كبدٌ
إلا وفاض به الإيلام والوجلُ
//
في ذمة النور تمضي؛ لستَ منطفئا
ونحن خلفكَ في درب العُلى شعل
//
ولدتَ تبقى لنا قابوسَنا قبسًا
لتستضيءَ بك الأرواحُ والسبُلُ
//
خمسين عاما تضيء المجد في بلدي
فكيف دونك بالخمسين تحتفلُ
//
في كل عينٍ كلامٌ شهقةٌ ألمٌ
في كل وجهٍ سؤالٌ غصة عذَلُ
//
ثكلى هي الأرض إذ غادرتَ مقلتها
وذي عُمانُك يا قابوس ترتملُ
//
أرنو إلى وجع الشيّاب؛ يا لهمُ
لا صبرَ فيهم ولا حَولٌ ولا حِيَلُ
//
بلّت لحاهم من الأقباس ذاكرة
من العطاء الذي ما زال ينهملُ
//
ودمعةِ الطفل إذ غذيتَه أملا
وليس يعلم ما البلوى وما الأجلُ
//
يحبك الغيمُ إذ لا شيء يشبههُ
إلاك أنت إذا تسخو وتنهطلُ
//
أنت السلام الذي في كل ناحية
يدعو لروحك في حب ويبتهلُ
//
أنت الجمال الذي في كل زاويةٍ
يبكي عليك؛ فساحات المدى مُقَلُ
//
البحر ميناؤه يرثي، وساحلهُ
تجري مدامعه، واشّققَ الجبلُ
//
رأيت حكمةَ هذا الدهر آسفةً
في صمتها ازدحمتْ من لهفة جُملُ
//
فكم لقصركَ حجّتْ كل مشكلةٍ
وانسدّ بين يديك النقصُ والخللُ
//
وأنت حقبة خير في عوالمنا
يا مقبسَ الأمن رغم الماء تشتعلُ
//
غدا ستفتقد الأخبارُ طلتكمْ
بأنك الحلُ عند الخطْب والأملُ
//
ماذا أودعُ منكَ الآن يا أبتي
أحسست أنك في الوجدان تنتقلُ
//
دُمْ فيّ مهجةَ حبٍّ لا أفارقها
وصورةً في فؤادي ملؤها قُبَلُ
//
لا لا تغيب، وهل شمس بغائبة؟
أم يختفي قمرٌ إذ كان يكتمل؟
//
نم في سلام أبي، في الخلد يقظتكم
هناك حيث الرضا والسندسُ النزُلُ